والتاسع : «أو تسمية الكل باسم البعض كالعين» الجارحة المخصوصة تجعل اسما «للربيئة» وهو الشخص الرقيب على الشيء ولا بدّ أن يكون ذلك البعض ممّا له مزيد اختصاص بالمعنى الذي قصد بالكل كالمثال المذكور لأن الربيئة وهو الحافظ إنما يتهيّأ حفظه وعلمه المقصود منه بالعين التي هي الجارحة.
والعاشر : «أو تسمية المقيد باسم المطلق نحو قول الشاعر :
ويا ليت كل اثنين بينهما هوى»
أي علاقة ومحبة من هوى النفوس أي حبها واشتياقها
«من الناس قبل اليوم يلتقيان
أي قبل يوم القيامة» فأجرى اسم اليوم الذي هو مطلق غير مقيد على المقيد الذي هو يوم القيامة.
والحادي عشر : «أو العكس» أي تسمية المطلق باسم المقيد «كقول شريح :» بن الحارث لمن قال له : كيف أصبحت فقال : «أصبحت ونصف الناس عليّ غضبان أي المحكوم عليهم» فأجرى اسم المقيد وهو نصف الناس وتقييده بكونه نصف الناس على المطلق وهو المحكوم عليهم وإطلاقه بعدم النظر إلى كونهم نصف الناس أو أقل أو أكثر.
والثاني عشر : «أو حذف المضاف» وإقامة المضاف إليه مقامه أو من دون إقامته ويسمّى مجاز النقص.
فالأول «نحو» قوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) (١) أي أهل القرية وأهل العير.
والثاني كقوله أكلّ امرئ تحسبين امرئ : ونار توقد باللّيل نارا ، أي وكل نار فحذف كل وبقي المضاف إليه على إعرابه والمعنى على ما كان عليه قبل الحذف.
واعلم : أنه كما وصفت الكلمة بالمجاز باعتبار نقلها عن معناها الأصلي
__________________
(١) يوسف (٨٢).