فكذلك توصف باعتبار نقلها عن إعرابها الأصلي إمّا بحذف لفظ أو زيادة لفظ ، أما بحذف لفظ فكما مر من قوله تعالى : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) وأما بزيادة لفظ فكقوله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
والثالث عشر : «أو المضاف إليه» أي حذف المضاف إليه وإقامة المضاف مقامه «نحو» قوله تعالى : (وَكُلًّا ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ) (١) أي وكلهم أي كل الأمم المتقدمة.
والرابع عشر : «أو تسمية الشيء باسم آلته نحو» قوله تعالى حاكيا عن الخليل صلوات الله عليه : (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) (٢) أي أجعل لي ذكرا حسنا.
والخامس عشر : «أو» تسمية الشيء الذي هو البدل «باسم المبدل عنه» (٤) الذي هو دم القاتل «نحو أكل فلان الدم» فإنه قد أطلق لفظ الدم أي دم القاتل الذي هو مبدل عنه وأريد به البدل «أي الدية» فإنها بدل عن (٣) دم القاتل قال الشاعر :
أكلت دما إن لم أر عنك بضرّة |
|
بعيدة مهوى القرط طيّبة النّشر |
والسادس عشر : «أو تسمية الشيء باسم ضده نحو قولك لبخيل : فيك سماحة حاتم» متهكّما به أو تمليحا لاشتراك الضّدّين في التضاد فينزل التضاد منزلة التناسب بواسطة تمليح أو تهكم ، فالتمليح الإتيان بما فيه ملاحة وظرافة ، والتهكم الإتيان بما فيه سخريّة واستهزاء ولا يفرق بينهما إلّا بحسب المقام والقصد ، ذكر معنى ذلك صاحب المطول وفيه بسط مذكور في الشرح لكنهم جعلوه من قسم الاستعارة التي علاقته التشبيه.
والسابع عشر : «أو القلب» وهو أن يجعل أحد أجزاء الكلام مكان الآخر «نحو عرضت الناقة على الحوض» لتشرب وفي الحقيقة إنما عرض
__________________
(١) الفرقان (٣٩).
(٢) الشعراء (٨٤).
(٣) (ب) من.