الحوض على الناقة أي جعله معروضا عليها أي معروضا لها لتشرب وأدخلت الخاتم في إصبعي.
قال في المطول : ووجه حسنه هو أنه لمّا كان المناسب هو أن يؤتى بالمعروض عند المعروض عليه ، ويتحرك المظروف نحو الظرف وكان الأمر هنا على العكس قلبوا الكلام رعاية لهذا الاعتبار.
والثامن عشر : «أو المشاكلة في القول» أي إتباع كلمة لأخرى قبلها في حروفها فقط للمشاكلة اللفظيّة والمعنى مختلف ويكون في القول «تحقيقا نحو قول الشاعر :
قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه»
من الإجادة
«قلت اطبخوا لي جبّة وقميصا»
أي خيطوا لي جبة وقميصا فشاكل بقوله اطبخوا لي الكلمة الأولى التي في كلام القائلين وهي طبخه ، وهم إنما أرادوا أن يجيدوا له طبخ ما أراد من الأطعمة فأجابهم بغير ما أرادوا تنبيها على أنه أحوج إليه ومن ذلك قوله تعالى : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) (١).
وقوله تعالى : (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) (٢) إذ ليست المجازاة سيّئة ولا عدوانا.
«أو» تكون المشاكلة في القول «تقديرا» أي القول الذي قصد مشاكلته مقدر غير ملفوظ به «نحو قوله تعالى» (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) إلى قوله (صِبْغَةَ اللهِ) (٣) أي صبغنا الله بالإيمان صبغة مخصوصة بالمدح لا كصبغتكم فهي مفعول مطلق منصوب مضاف إلى الفاعل «أي تطهير الله لنا بالإيمان» ولكنه «عبّر عنه تعالى» أي عن الإيمان «بكلمة صبغة ليشاكل» أي
__________________
(١) الشورى (٤٠).
(٢) البقرة (١٩٤).
(٣) البقرة (١٣٦ ـ ١٣٨).