«و» أمّا «أفعال العباد» فإنها «أفعال جارحة» أي أفعال بجارحة وجوارح الإنسان أعضاؤه التي يكتسب بها ، «وأفعال قلب» وهي كالعلم والظن والمحبة والكراهة «وهي» أي أفعال العباد «أعراض فقط» إذ هي إمّا حركة أو سكون أو نحوهما كأفعال القلوب ويستحيل من العباد إحداث الأجسام وبعض الأعراض كالألوان والطعوم والروائح والحرارة لا ابتداء ولا توليدا.
خلافا لبشر بن المعتمر وبعض البغدادية فقالوا : يقدر العبد على إيجادها متولّدة عن الاعتماد كتبييض النّاطف وهو القُبَّيطَى (١) الحادث بالضرب وتسويد الحبر الحادث (٢) بالخلط والحرارة الحاصلة عند حك إحدى الراحتين بالأخرى ، فلما توقّف البياض والسواد على فعلنا الذي هو الضرب والخلط على طريقة واحدة كانا متولدين عنهما كما في سائر المتولدات.
وأجيب : بأن اللّون كان كامنا في الجسم ككمون الدّهن في السمسم والنار في الحطب.
قلت : ويمكن أن يستدل على هذا بقوله تعالى : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً) (٣) والله أعلم.
قال «الجمهور» من أئمتنا عليهمالسلام وغيرهم «والأفعال كلها» سواء كانت من الله تعالى أو من المخلوقين «مبتدأ ومتولّد» فالمبتدأ من فعلنا هو ما يفعل بالقدرة في محلّها لا بواسطة.
والمتولد هو المسبّب وهو من أفعال العباد الفعل الموجود بالقدرة بواسطة فعل سواء كان مباشرا كالعلم أو غير مباشر كتحريك الغير والمباشر هو ما فعل في محل القدرة سواء كان متولدا كالعلم أو لا كالاعتماد. والمتولد من أفعال الله تعالى هو المسبب (٤) ، والمباشر من فعله تعالى هو المفعول بغير واسطة وهو المبتدأ ، وقد بسطنا القول في المتولّدات في الشرح.
__________________
(١) وهو نوع من الحلوى تمت.
(٢) (ض) الحاصل.
(٣) يس (٨٠).
(٤) (ب) والمتولد من فعل الله هو المسبّب.