وسلّم وأمره بما أراد أن يأمره به ، فلمّا أراد جبريل عليهالسلام أن يقوم أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بطرف ثوبه ثم قال له «ما اسمك؟ فقال جبريل» فقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلحق بالغنم فما مرّ بشجرة ولا مدرة إلّا سلّم عليه يقول : السلام عليك يا رسول الله. قال في الحقائق : ومن معجزات جبريل صلّى الله عليه الخاصة له ما روي أن النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم رأى جبريل صافّا في الهوى قد سدّ الأفق).
قال عليهالسلام : وروي أن جبريل جاءه صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخرجه إلى البقيع وانتهى به إلى مقبرة ، فإذا جثوة في التراب فضربها برجله وقال : قم بإذن الله ، فانتفض التّراب فإذا هو شخص قد صار حيّا وهو يقول : يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله ، ثم ضربها فعادت إلى ما كانت عليه.
وانتهى به إلى جثوة أخرى فضربها فقام صاحبها وهو يقول : الحمد لله ثم ضربها فعادت إلى ما كانت عليه.
فقال : يا محمد فعلى هذا يبعثون.
فإن قيل : فالملك بما يعرف أوامر الله ونواهيه ورسالته من عند الله؟
فالجواب ما رواه الهادي عليهالسلام حيث قال : واعلم هداك الله أن القول فيه عندنا : كما قد روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه سأل جبريل عن ذلك فقال : آخذه من ملك فوقي ويأخذه الملك من ملك فوقه ، فقال «كيف يأخذه ذلك الملك ويعلمه فقال جبريل عليهالسلام :
يلقى في قلبه إلقاء ويلهمه الله إيّاه إلهاما».
وكذلك هو عندنا أنه يلهمه الملك الأعلى إلهاما فيكون ذلك الإلهام من الله إليه وحيا ، كما ألهم تبارك وتعالى النحل ما تحتاج إليه وعرفها سبيلها ... إلى آخر كلامه عليهالسلام.
واعلم : أنه يجوز أن يرسل الله نبيئين في زمان واحد والعقل يحكم بجواز ذلك وحسنه كما قد وقع كإبراهيم ولوط عليهماالسلام.