عيسى عن الحسين عن أبي خالد عن زيد بن علي عليهمالسلام.
قال : كان في المسجد جذع نخلة يستند إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا خطب الناس يوم الجمعة.
فقال يوما : «من يصنع لي منبرا؟ فقال رجل : أنا أصنعه ، فقال : اجلس ، فقام آخر فقال : أنا أصنعه فقال ـ : اجلس ، فقام آخر فقال : أنا أصنعه إن شاء الله تعالى ، فقال : اصنعه فإنّ المستثنى معان موفّق إن شاء الله تعالى ، انطلق فاصنع لي منبرا مرقاتين والثالثة التي أجلس عليها لكي أتبيّن من خلفي ومن عن يميني ومن عن شمالي ويسمع الناس صوتي ، فلما جاء به أمره فوضعه في مقدّم المسجد فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر فسلّم على الناس ثم قال : آمين ثلاث مرات ، ثم نزل من المنبر إلى جذع النخلة فضمّها إليه ثم صعد المنبر فقال : أيها الناس إن جبريل أتاني فاستقبلني ثم قال : يا محمد من أدرك أبويه أو أحمدهما (١) فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ، ومن أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين ، فقلت آمين ، ومن ذكرت عنده فلم يصلّ عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين.
وأما النخلة حين احتضنتها فإنها حنّت حنين الناقة إلى ولدها لفراقي إيّاها ، فلما احتضنتها دعوت الله يسكن ذلك منها ولو لا ذلك لحنّت حتى تقوم الساعة».
وأخرج البخاري عن ابن عمر : كان النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم يخطب إلى جذع النخلة ، فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحنّ الجذع فأتاه فمسح يده (٢) عليه.
وأخرج أيضا عن جابر بن عبد الله : كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل ، فكان النبيء صلىاللهعليهوآلهوسلم إذا خطب يقوم على جذع منها ، ولما وضع له المنبر وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا
__________________
(١) في (ض) النسخ ولم يرضهما وهي زيادة ليست من الحديث.
(٢) (ض) بيده.