٢ ـ تداخل مراحل خلق السموات مع مراحل خلق الأرض.
٣ ـ خلق الكون من كومة أولية فريدة كانت مجتمعة فتفصلت.
٤ ـ تعدد السموات وتعدد الكواكب التي تشبه الأرض.
٥ ـ وجود خلق وسيط بين السموات والأرض.
وتكلم على كل نقطة من هذه النقاط بما يلائمها من العلوم الحديثة.
ثم قال : إذا كانت المسائل التي تطرحها آيات القرآن لم تتلق تماما حتى يومنا هذا توكيدا من المعطيات العلمية ، فإنه لا يوجد على أي حال أقل تعارض بين المعطيات القرآنية الخاصة بالخلق ، وبين المعارف الحديثة عن تكوين الكون ، وذلك أمر يستحق الالتفات إليه فيما يخص القرآن.
على حين أنه قد ظهر بجلاء أن نص العهد القديم الذي نملكه اليوم ، قد أعطى عن هذه الأحداث معلومات غير مقبولة من وجهة النظر العلمية.
ونحن لا ندهش لذلك ، إذا علمنا أن النص الأكثر تفصيلية عن رواية الخلق في التوراة قد كتب بأقلام كهنة عصر النفي إلى بابل ، وقد كان لهم الأهداف التشريعية ، فاصطفوا لتلك الأهداف رواية تتفق ونظراتهم اللاهوتية.
وأن نص الكهنة هذا يحجب السطور القليلة من الرواية الأخرى المسماة باليهودية ، فهي من الإيجاز والغموض بما لا يسمح لعقل علمي أن يأخذها في اعتباره.
إن وجود هذا الاختلاف بين رواية التوراة والمعطيات القرآنية عن الخلق ، جدير بالتنويه ، أمام الاتهامات التي لم توفر على محمد صلىاللهعليهوسلم منذ بدايات الإسلام. والتي تقول : إن محمدا قد نقل روايات التوراة فيما يتعلق بموضوع الخلق.
فإن الاتهامات لا تتمتع بأي أساس ، فكيف كان يمكن لإنسان منذ أربعة عشر قرنا أن يصحح إلى هذا الحد الرواية الشائعة في ذلك العصر ، وذلك باستبعاد أخطاء علمية ، وبالتصريح بمبادرته وحده بمعطيات أثبت العلم أخيرا صحتها في عصرنا.