لقد استفاد العلماء حتى من الفئران والعقارب والأفاعي ، فاستخرجوا منها أمصالا واقية لبعض الأمراض.
وما تزال التجارب تجري على كل نوع من أنواع النباتات والحشرات ، لإيمان العلماء أنه لا بد أن يوجد فيها ما يحتاج الإنسان إليه ، ضمانا لتوازن الحياة واستقرارها.
وإن نظرة سريعة خاطفة إلى معالم هذه الكون لتعطينا فكرة دقيقة وبالغة عن هذا التوازن الدقيق العجيب فيه.
فالأرض كرة معلقة في الفضاء ، تدور حول نفسها مرة كل يوم ، فينتج عن ذلك الليل والنهار.
وتدور حول الشمس مرة كل عام ، فينتج عن ذلك الفصول الأربعة ، وهذا يؤدي إلى زيادة مساحة الجزء الصالح للسكن على سطحها ، ويزيد من اختلاف الأنواع النباتية أكثر مما لو كانت ساكنة ، بل لو سكنت لأدى هذا إلى انقراض الحياة عن أجزاء كثيرة منها ، بل ربما أدى لانقراض الحياة.
ويحيط بالأرض غلاف غازي يشتمل على الغازات اللازمة للحياة ، وبنسب ثابتة معروفة ، لو عدا بعضها على بعض بالزيادة أو النقص لأدى أيضا إلى اضطراب الحياة.
فلو زاد مقدار الأوكسجين مثلا عن مقداره العادي إلى الضعف ، لأدى هذا إلى انتشار الحرائق التي لا يتمكن الإنسان من السيطرة عليها ، كما أنه لو نقص لأدى إلى اضطراب الحياة.
والأرض بيئة ثابتة لحياة كثير من الكائنات الأرضية ، فتربتها تحتوي على العناصر التي يمتصها النبات ويحولها إلى أنواع مختلفة من الطعام ، يفتقر إليها الكائن الحي ، كما يوجد فيها كثير من المعادن ، مما هيأ لقيام الحضارة عليها.
وأما حجمها فصغير إذا ما قيس بالفضاء الذي تسير فيه ، لكنها لو كانت صغيرة كالقمر ، لعجزت عن الاحتفاظ بالغلاف الجوي والمائي الذين كانا يحيطان