٤ ـ الزوجية في الكروموسومات
في الخلية الجنسية
إن الأمر الأكثر إثارة في أسرار الأزواج في الكروموسومات في الخلية ، على ما عرفناه في الفقرة السابقة ، هو أن جميع خلايا الجسد عند ما تنقسم تعطي في كل خلية جديدة نفس العدد من الكروموسومات ، فنجد أن كل خلية من خلايا الإنسان تحتوي على ثلاثة وعشرين زوجا من الكروموسومات ، أي أنها تحتوي على ستة وأربعين كروموسوما ، إلا في خلية واحدة ، وهي الخلية الجنسية ، فإنها عند ما تنقسم نجد أن الخلية الناتجة عنها والمتمثلة في الحيوان المنوي أو البويضة ، لا تحمل ستة وأربعين كروموسوما ، وإنما تحمل ثلاثة وعشرين فقط ، وكأن الأزواج ينفصل بعضها عن بعض فقط في هذه الخلية ، في الحيوان المنوي والبويضة ..
لم يكون هذا .. وما هو السر الكامن وراءه ..؟.
إننا عرفنا أن ازدياد عدد الكروموسومات أو نقصانها في الخلية يؤدي إلى تغير نوع الحيوان أو انقراضه ـ على ما فصلناه في الفقرة السابقة ـ.
وبناء على ذلك لو أن الخلية الجنسية في الإنسان انقسمت ، وكان الحيوان المنوي يحمل نفس عددها من الكروموسومات ، أي كان يحمل ستة وأربعين كروموسوما ، وكذلك كانت تحمل البويضة نفس العدد ، لكان معنى هذا أنه عند ما يتم الإخصاب والتلقيح بين الحيوان المنوي والبويضة ، سينتج معنا خلية مكونة من اثنين وتسعين كروموسوما ، وهذه خلية حيوان آخر ، وليست خلية الإنسان ، ولكان معنى هذا أن ينقرض النوع الإنساني من أول حمل تحمل به أنثى.