كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : اذا همّ أحدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم اني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم (٣٥) ، وأنت علام الغيوب ، اللهم ان كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال : عاجل أمري وآجله ـ فاقدره لي ، ويسره (٣٦) لي ، ثم بارك لي فيه ، وان كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال : عاجل أمري وآجله ـ فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم رضّني به. قال : «ويسمي حاجته» (٣٧) ، رواه البخاري. وفي حديث عمار بن ياسر الذي رواه النسائي وغيره ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، أنه كان يدعو بهذا الدعاء : «اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق ، أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، وتوفّني اذا كانت الوفاة خيرا لي ، اللهم اني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة ، وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى ، وأسألك القصد في الغنى والفقر ، وأسألك نعيما لا ينفد ، وقرة عين لا تنقطع ، وأسألك الرضى بعد القضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، وأسألك لذة النظر الى وجهك الكريم ، والشوق الى لقائك ، غير ضرّاء مضرة ، ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الايمان ، واجعلنا هداة مهتدين» (٣٨). فقد سمى الله ورسوله صفات الله علما وقدرة وقوة. وقال تعالى : (ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً) الروم : ٥٤. (وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِما عَلَّمْناهُ) يوسف : ٦٨. ومعلوم
__________________
(٣٥) في المطبوعة : فإنك تعلم ولا اعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وما أثبتناه هو الموافق لرواية البخاري.
(٣٦) في الاصل : ويسر : بدل : ويسره لي.
(٣٧) صحيح ، وحسبك ان البخاري اخرجه في «صحيحه» ، وقول أحمد في أحد رواته : «روى حديثا منكرا» يعني هذا ، لا يضره بعد قول احمد فيه «لا بأس به» ، وانما يضر ذلك فيما اذا خالف من هو أوثق منه ، وليس شيء من ذلك هنا. ثم وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة صححه ابن حبان ، وقد خرجته في «الضعيفة» (٢٣٠٥) لزيادة فيه عنده.
(٣٨) حديث صحيح ، وأخرجه الحاكم أيضا وصححه ووافقه الذهبي ، وهو مخرج في «الكلم الطيب» (١٠٥) و «ظلال الجنة في تخريج السنة» (١٢٩)