يوصف بكونه مخلوقا. وفي الحديث : أنه «يؤتى بالموت يوم القيامة على صورة كبش أملح ، فيذبح بين الجنة والنار» (٥٧). وهو وان كان عرضا فالله تعالى بقلبه عينا ، كما ورد في العمل الصالح : «أنه يأتي صاحبه في صورة الشاب الحس ، والعمل القبيح على أقبح صورة» (٥٨). وورد في القرآن : «أنه يأتي على صورة الشاب الشاحب اللون» (٥٩) ، الحديث. أي قراءة القارئ. وورد في الاعمال : «أنها توضع في الميزان» (٦٠) ، والاعيان هي التي تقبل الوزن دون الاعراض. وورد في سورة البقرة وآل عمران : أنهما يوم القيامة «يظلّان صاحبهما كأنهما غمامتان أو غيايتان (٦١) أو فرقان (٦٢) من طير صواف (٦٣)» (٦٤). وفي الصحيح : «أن أعمال العباد تصعد الى السماء» (٦٥) وسيأتي الكلام على البعث والنشور. ان شاء الله تعالى.
__________________
(٥٧) متفق عليه من حديث ابي سعيد الخدري وغيره.
(٥٨) يشير الى حديث البراء في عذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين ، وهو حديث طويل سيأتي في آخر الكتاب بتمامه في بحث عذاب القبر ص ٣٩٦.
(٥٩) رواه الدارمي (٢ / ٤٥٠ ـ ٤٥١) وابن ماجه (٣٧٨١) وأحمد (٥ / ٣٤٨ و ٣٥٢) وابن عدي في «الكامل» (٣٥ / ١) والحاكم (١ / ٢٥٦) من حديث بريدة بن الحصيب مرفوعا تلفظ : «يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب فيقول لصاحبه : انا الذي اسهرت ليلك ، وأظمأت هواجرك». وقال الحاكم : «صحيح على شرط مسلم» وبيض له الذهبي. وقال البوصيري في «الزوائد» : «اسناده صحيح».
قلت : لا ، فإن فيه بشير بن المهاجر ، وهو صدوق لين الحديث ، كما قال الحافظ في «التقريب» فمثله يحتمل حديثه التحسين ، اما التصحيح فهو بعيد.
(٦٠) فيه أحاديث كثيرة ، سيذكرها المؤلف في آخر الكتاب.
(٦١) الغيايتان : أدون من الغمامتان في الكثافة ، وأقرب الى رأس صاحبهما.
(٦٢) الفرقان بكسر الفاء : طائفتان.
(٦٣) أي : باسطات أجنحتها متصلا بعضها ببعض.
(٦٤) رواه مسلم عن أبي إمامة ، والحاكم عن بريدة.
(٦٥) روى البخاري (١ / ٢٠٥ ـ طبع أوروبا) عن رفاعة بن رافع الزرقي قال : كنا نصلي يوما وراء النبي صلىاللهعليهوسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال : سمع الله لمن حمده ، قال رجل وراءه : ربنا