بكلمات الله التامات من شر ما خلق» (٧١). ولا يعوذ صلىاللهعليهوسلم بغير الله. وكذا قال صلىاللهعليهوسلم : «اللهم اني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك» (٧٢). وقال صلىاللهعليهوسلم : «ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا» (٧٣). وقال صلىاللهعليهوسلم : «أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات» (٧٤).
وكذلك قولهم : الاسم عين المسمى أو غيره؟ وطالما غلط كثير من الناس في ذلك ، وجهلوا الصواب فيه : فالاسم يراد به المسمى تارة ، [و] يراد به اللفظ الدال عليه أخرى ، فاذا قلت ؛ قال الله كذا ، أو سمع الله لمن حمده ، ونحو ذلك ـ فهذا المراد به المسمّى نفسه ، واذا قلت : الله اسم عربي ، والرحمن اسم عربي ، والرحيم من أسماء الله تعالى ونحو ذلك ـ فالاسم هاهنا [هو المراد لا] المسمى ، ولا يقال غيره ، لما في لفظ الغير من الاجمال : فان أريد بالمغايرة أن اللفظ غير المعنى فحق ، وان أريد أن الله سبحانه كان ولا اسم له ، حتى خلق لنفسه أسماء ، أو حتى سماه خلقه بأسماء من صنعهم ـ : فهذا من أعظم الضلال والالحاد في أسماء الله تعالى.
والشيخ رحمهالله أشار بقوله : ما زال بصفاته قديما قبل خلقه الى آخر كلامه ـ الى الرد على المعتزلة والجهمية ومن وافقهم من الشيعة. فإنهم قالوا : انه تعالى صار قادرا على الفعل والكلام بعد أن لم يكن قادرا عليه ، لكونه صار الفعل والكلام ممكنا بعد أن كان ممتنعا ، وانه انقلب من الامتناع الذاتي الى الامكان الذاتي! وعلي ابن كلاب والاشعري ومن وافقهما ، فإنهم قالوا : ان الفعل صار ممكنا له بعد أن
__________________
(٧١) صحيح. أخرجه مسلم (٢٧٠٨) ، وأبو داود (٣٨٩٨ و ٣٨٩٩) وغيره ، وسنده صحيح.
(٧٢) رواه مسلم وغيره ، وهو من أدعية السجود.
(٧٣) صحيح أخرجه أبو داود (٥٠٧٤) وأحمد (٢ / ٥٢) بسند صحيح ، وهو من أدعية الصباح والمساء.
(٧٤) ضعيف ، رواه ابن اسحاق بسند ضعيف معضل. وقد رواه بعضهم عنه بإسناده موصولا ، لكن فيه عنعنته ، وهو مخرج في «تخريج فقه السيرة» (ص ١٣٢) ، وفي «الضعيفة» (٢٩٣٣).