بأهوائنا ، فانه ما سلم في دينه الا من سلم لله عزوجل ولرسوله صلىاللهعليهوسلم. ورد علم ما اشتبه عليه الى عالمه).
ش : المخالف في الرؤية الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الخوارج والإمامية. وقولهم باطل مردود بالكتاب والسنة. وقد قال بثبوت الرؤية الصحابة والتابعون ، وأئمة الاسلام المعروفون بالامامة في الدين ، وأهل الحديث ، وسائر طوائف أهل الكلام المنسوبون الى السنة والجماعة.
وهذه المسألة من أشرف مسائل أصول الدين وأجلها ، وهي الغاية التي شمّر إليها المشمّرون ، وتنافس المتنافسون ، وحرمها الذين هم عن ربهم محجوبون ، وعن بابه مردودون.
وقد ذكر الشيخ رحمهالله من الأدلة قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) القيامة : ٢٢ ـ ٢٣. وهي من أظهر الأدلة. وأما من أبى إلا تحريفها بما يسميه تأويلا ـ : فتأويل نصوص المعاد والجنة والنار والحساب ، أسهل من تأويلها على أرباب التأويل. ولا يشاء مبطل أن يتأول النصوص ويحرّفها عن مواضعها إلا وجد الى ذلك من السبيل ما وجده متأول هذه النصوص.
وهذا الذي أفسد الدنيا والدين. وهكذا فعلت اليهود والنصارى في نصوص التوراة والإنجيل ، وحذرنا الله أن نفعل مثلهم. وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم ، وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية ، فهل قتل عثمان رضي الله عنه إلا بالتأويل الفاسد؟ وكذا ما جرى في يوم الجمل ، وصفّين ، ومقتل الحسين ، والحرة؟ وهل خرجت الخوارج ، واعتزلت المعتزلة ، ورفضت الروافض ، وافترقت الامة على ثلاث وسبعين فرقة ، إلا بالتأويل الفاسد؟!
وإضافة النظر الى الوجه ، الذي هو محله ، في هذه الآية ، وتعديته بأداة «إلى» الصريحة في نظر العين ، وإخلاء الكلام من قرينة تدل على خلافه حقيقة (١٥٩) موضوعة صريحة في أن الله أراد بذلك نظر العين التي في الوجه الى الرب جل جلاله.
__________________
(١٥٩) في الاصل : حقيقته.