عدن» (١٦٤) ، أخرجاه في «الصحيحين». ومن حديث عدي بن حاتم : «وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ، وليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له ، فيقول : ألم أبعث إليك رسولا فيبلغك؟ فيقول : بلى يا رب ، فيقول : ألم أعطك ما لا وأفضل عليك؟ فيقول ، بلى يا رب» (١٦٥). أخرجه البخاري في «صحيحه».
وقد روى أحاديث الرؤية نحو ثلاثين صحابيا. ومن أحاط بها معرفة يقطع بأن الرسول قالها ، ولو لا أني التزمت الاختصار لسقت ما في الباب من الاحاديث.
ومن أراد الوقوف عليها فليواظب سماع الاحاديث النبوية ، فإن فيها مع إثبات الرؤية أنه يكلم من شاء إذا شاء ، وأنه يأتي لفصل القضاء يوم القيامة ، وأنه فوق العالم ، وأنه يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ، وأنه يتجلى لعباده ، وأنه يضحك ، الى غير ذلك من الصفات التي سماعها على الجهمية بمنزلة الصواعق. وكيف تعلم أصول دين الاسلام من غير كتاب الله وسنة رسوله؟ وكيف يفسر كتاب الله بغير ما فسره به رسوله صلىاللهعليهوسلم وأصحابه رضوان الله عليهم ، الذين نزل القرآن بلغتهم؟ وقد قال صلىاللهعليهوسلم : «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار» (١٦٦). وفي رواية : «من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار» (١٦٧). وسئل أبو بكر رضي الله عنه عن قوله تعالى : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا) عبس : ٣١. ما الأب؟ فقال : أي سماء تظلني ، وأي أرض تقلني ، إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم؟
__________________
(١٦٤) متفق عليه ، وهو مخرج في «الضعيفة» (٣٤٦٥) تحت حديث آخر نحو هذا ، لكن فيه زيادة على هذا ، ولذلك خرجته هناك.
(١٦٥) في «المناقب».
(١٦٦) ضعيف. اخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عباس مرفوعا ، وأوله «اتقوا الحديث عني الا ما علمتم ، ومن قال في القرآن برأيه ..» الحديث ، ورواه ابن جرير أيضا ، واسناده ضعيف كما ذكرت في «تخريج المشكاة» (٢٣٤) (كان هنا في الطبعة الاولى وهم من المخرج استغله صاحب التقرير ، متعمدا عن ذكر التصحيح في آخر تلك الطبعة ، وانظر الصفحة ٣٠ من مقدمة الألباني. ـ زهير ـ).
(١٦٧) ضعيف ، رواه ابو داود والترمذي وغيرهما من حديث جندب.