مقدّمة المحدّث الشيخ محمّد ناصر الدّين الالبانيّ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، والعاقبة للمتقين ، وصلاة الله وسلامه على نبينا محمد سيد المرسلين ، وخاتم النبيين ، وعلى آله الطاهرين ، وأصحابه الطيبين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ، فلقد يسر الله تبارك وتعالى ، للأخ الفاضل الاستاذ زهير الشاويش أن يعيد طبع الكتاب العظيم «شرح العقيدة الطحاوية» طبعة رابعة مهذبة ، فرأيت أنا بدوري أن أعيد النظر في تخريج أحاديثه ، وأستدرك ما كان قد فاتني من تحقيق القول في بعضها ، أو سهو وقع لي في بعض أفرادها ، وأن أنسق الكلام عليها ، فإن التخريج بأول أمره كان أشبه شيء بالتعليقات السريعة التي من طبيعتها أن لا تمكن صاحبها من مراجعة الكتب من أجلها إلا قليلا ، ولا من إعادة النظر فيها ، لأني كنت يومئذ على سفر ، والمكتب راغب في سرعة طبع الكتاب.
ولقد كنت استدركت شيئا من ذلك فيما بعد ، في مقدمتي التي كان الأخ زهير تفضل بإلحاقها بالنسخ الباقية من الطبعة الثالثة ، كما هو معلوم عند من وقعت له نسخة منها ، أو أرسلت إليه هذه المقدمة مفردة.
وكان مما فاتني يومئذ توحيد طريقة التخريج في أحاديث الكتاب التي أخرجها الشيخان أو أحدهما ، فقد جريت في كثير من تخريجاتي وتأليفاتي على التصريح في أول التخريج بمرتبة الحديث التي ينتهي إليها التحقيق ، سواء كان مما أخرجه