الصابوني : سمعت الأستاذ أبا منصور بن [حماد] ـ بعد روايته حديث النزول ـ يقول : سئل أبو حنيفة رضي الله عنه؟ فقال : ينزل بلا كيف. انتهى.
وإنما توقف من توقف في نفي ذلك ، لضعف علمه بمعاني الكتاب والسنة وأقوال السلف ، ولذلك ينكر بعضهم أن يكون فوق العرش ، بل يقول : لا مباين ، ولا مجانب (١٨٦) ، لا داخل العالم ولا خارجه ، فيصفونه بصفة العدم والممتنع ، ولا يصفونه (١٨٧) بما وصف به نفسه من العلوّ والاستواء على العرش ، ويقول بعضهم : بحلوله في كل موجود ، أو يقول : هو وجود كل موجود ونحو ذلك ، تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوّا كبيرا.
وسيأتي لإثبات صفة العلو لله تعالى زيادة بيان ، عند الكلام على قول الشيخ رحمهالله : محيط بكل شيء وفوقه ، إن شاء الله تعالى.
قوله : (والمعراج حق ، وقد أسري بالنبي صلىاللهعليهوسلم وعرج بشخصه في اليقظة ، الى السماء ، ثم الى حيث شاء الله من العلاء وأكرمه الله بما شاء ، وأوحى إليه ما أوحى ، ما كذب الفؤاد ما رأى. فصلىاللهعليهوسلم في الآخرة والأولى.
ش : «المعراج» : مفعال ، من العروج (١٨٨) ، أي الآلة التي يعرج فيها ، أي يصعد ، وهو بمنزلة السّلم ، لكن لا يعلم كيف هو ، وحكمه كحكم غيره من المغيّبات ، نؤمن به ولا نشتغل بكيفيته.
وقوله : وقد أسري بالنبي صلىاللهعليهوسلم وعرج بشخصه في اليقظة ـ اختلف الناس في الإسراء.
فقيل : كان الإسراء بروحه ولم يفقد جسده ، نقله ابن إسحاق عن عائشة ومعاوية رضي الله عنهما ، ونقل عن الحسن البصري نحوه. لكن ينبغي أن يعرف الفرق بين أن يقال : كان الإسراء مناما ، وبين أن يقال : كان بروحه دون جسده ،
__________________
(١٨٦) في الاصل : محاير.
(١٨٧) في الاصل : يصفوا.
(١٨٨) في الاصل : المعروج.