إليّ ، فإنما هي أعمالكم وصحفكم تقرأ عليكم ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنّ إلا نفسه ، الى أن قال : فإذا أفضى أهل الجنة الى الجنة ، قالوا : من يشفع لنا الى ربنا فندخل الجنة؟ فيقولون : من أحق بذلك من أبيكم ، إنه خلقه الله بيده ، ونفخ فيه روحه ، [وكلمه] قبلا ، فيأتون آدم ، فيطلبون (٢٠٠) ذلك إليه ، وذكر نوحا ، ثم ابراهيم ، ثم موسى ، ثم عيسى ، ثم محمدا صلىاللهعليهوسلم .. الى أن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فآتي الجنة ، فآخذ بحلقة الباب ، ثم استفتح ، فيفتح لي ، فأحيّا ويرحب بي ، فإذا دخلت الجنة فنظرت الى ربي عزوجل خررت له ساجدا ، فيأذن لي من حمده وتمجيده بشيء ما أذن به لأحد من خلقه ، ثم يقول الله لي : ارفع يا محمد ، واشفع تشفّع ، وسل تعطه ، فاذا رفعت رأسي ، قال الله ـ وهو أعلم ـ : ما شأنك؟ فأقول : يا رب ، وعدتني الشفاعة ، فشفعني في أهل الجنة يدخلون الجنة ، فيقول الله عزوجل : قد شفعتك ، وأذنت لهم في دخول الجنة» (٢٠١) ... الحديث. رواه الأئمة : ابن جرير في تفسيره ، والطبراني ، وأبو يعلى الموصلي ، والبيهقي وغيرهم.
النوع الثاني والثالث من الشفاعة : شفاعته صلىاللهعليهوسلم في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم ، فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة ، وفي أقوام آخرين قد أمر بهم الى النار ، أن لا يدخلونها.
النوع الرابع : شفاعته صلىاللهعليهوسلم في رفع درجات من يدخل الجنة فيها فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم. وقد وافقت المعتزلة هذه الشفاعة خاصة ، وخالفوا فيما عداها من المقامات ، مع تواتر الأحاديث فيها.
النوع الخامس : الشفاعة في أقوام أن يدخلوا (٢٠٢) الجنة بغير حساب ، ويحسن
__________________
(٢٠٠) في الاصل : فيطلب.
(٢٠١) ضعيف ، أخرجه ابن جرير في تفسيره كما ذكر الشارح. (٢ / ٣٣٠ ـ ٣٣١ ، ٢٤ / ٣٠ ، ١٨٦ ـ ١٨٧) من حديث ابي هريرة مرفوعا ، واسناده ضعيف لانه من طريق اسماعيل ابن رافع المدني عن يزيد ابن أبي زياد وكلاهما ضعيف بسندهما عن رجل من الأنصار ، وهو مجهول لم يسم ، وقول الحافظ ابن كثير في تفسيره (١ / ٢٤٨ ، ٤ / ٦٣) : انه حديث مشهور .. الخ ، لا يستلزم صحته كما لا يخفى على أهل العلم.
(٢٠٢) في الاصل : يدخلون بدل يدخلوا.