أن يستشهد لهذا النوع بحديث عكاشة بن محصن ، حين دعا له رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يجعله من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب (٢٠٣) ، والحديث مخرّج في الصحيحين.
النوع السادس : الشفاعة في تخفيف العذاب عمن يستحقه ، كشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه عذابه (٢٠٤). ثم قال القرطبي في «التذكرة» بعد ذكر هذا النوع : «فإن قيل : فقد قال تعالى : (فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ) المدثّر : ٤٨. قيل له : لا تنفعه في الخروج من النار ، كما تنفع عصاة الموحدين ، الذين يخرجون منها ويدخلون الجنة.
النوع السابع : شفاعته أن يؤذن لجميع المؤمنين في دخول الجنة ، كما تقدم. وفي «صحيح مسلم» عن أنس رضي الله عنه ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أنا أول شفيع في الجنة» (٢٠٥).
النوع الثامن : شفاعته في أهل الكبائر من أمته ، ممن دخل النار ، فيخرجون منها ، وقد تواترت بهذا النوع الأحاديث. وقد خفي علم ذلك على الخوارج والمعتزلة ، فخالفوا في ذلك ، جهلا منهم بصحة الأحاديث ، وعنادا ممن علم ذلك واستمر على بدعته. وهذه الشفاعة تشاركه فيها الملائكة والنبيون والمؤمنون أيضا. وهذه الشفاعة تتكرر منه صلىاللهعليهوسلم اربع مرات. ومن أحاديث هذا النوع ، حديث أنس ابن مالك رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» (٢٠٦). رواه الإمام أحمد رحمهالله. وروى البخاري رحمهالله في كتاب
__________________
(٢٠٣) صحيح ، متفق عليه ، وهو الذي فيه قوله صلىاللهعليهوسلم : «سبقك بها عكاشة».
(٢٠٤) رواه مسلم وغيره من حديث ابي سعيد الخدري وغيره ، وقد خرجته في «الاحاديث الصحيحة» رقم (٥٤ ، ٥٥) :
(٢٠٥) وأخرجه احمد أيضا (٣ / ١٤٠) وغيره. المصدر السابق برقم (١٥٧٠).
(٢٠٦) صحيح ، وله طرق وشواهد ، «المشكاة» (٥٥٩٨ ـ ٥٥٩٩) وهو مخرج في «ظلال الجنة» (٨٣١ ـ ٨٣٢) ، وهو من الأحاديث الكثيرة التي أنكرها المدعو ب عز الدين بليق في «منهاجه» (ص ٦٢٢) تقليدا منه للربيع بن حبيب الاباضي الذي لهج بإمامته ، وأكثر من عز والأحاديث إليه ، وهو لا يعرف عنه شيئا يوجب الثقة به فضلا عن اتخاذه إياه إماما!!