قال : فقال لهم : «ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم». قال : فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله لم أشهده ، بما غبطت نفسي بذلك المجلس ، أنّي لم أشهده (٢٦١). ورواه ابن ماجه أيضا. وقال تعالى : (فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا) التوبة : ٦٩ ، الخلاق : النصيب ، قال تعالى : (وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) البقرة : ٢٠٠ ، أي استمتعتم بنصيبكم كما استمتع الذين من قبلكم بنصيبهم وخضتم كالذي خاضوا ، أي كالخوض الذي خاضوه ، أو كالفوج أو الصنف أو الجيل الذي خاضوا. وجمع سبحانه بين الاستمتاع بالخلاق وبين الخوض ، لأن فساد الدين إما في العمل وإما في الاعتقاد ، فالأول من جهة الشهوات ، والثاني من جهة الشبهات. وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لتأخذن أمتي مأخذ القرون قلبها شبرا بشبر ، وذراعا بذراع» ، قالوا : فارس والروم؟ قال : «فمن الناس إلا أولئك» (٢٦٢). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليأتينّ على أمتي ما أتى على بني اسرائيل حذو النعل بالنعل ، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية كان من أمتي من يصنع ذلك ، وإن بني اسرائيل تفرّقوا على اثنتين وسبعين ملة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلهم في النار إلا ملّة واحدة» قالوا : من هي يا رسول الله؟ قال : «ما أنا عليه وأصحابي» (٢٦٣). رواه الترمذي : وعن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «تفرقت [اليهود] على إحدى وسبعين فرقة أو اثنتين وسبعين فرقة ، والنصارى مثل ذلك ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة» (٢٦٤). رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح.
__________________
(٢٦١) صحيح. رواه أحمد وغيره بسند جيد.
(٢٦٢) اخرجه البخاري في «الاعتصام» وكذا احمد (٢ / ٣٢٥ ، ٣٦٧)
(٢٦٣) ضعيف بهذا السياق ، وقد حسنه الترمذي في بعض النسخ ، وهو ممكن باعتبار شواهده ، ولذلك أوردته في «صحيح الجامع» (٥٢١٩) ، «الصحيحة» (١٣٤٨).
(٢٦٤) صحيح ، وهو مخرج في «الصحيحة» (٢٠٣).