صريف الأقلام ، فهذه الأقلام هي التي تكتب ما يوحيه الله تبارك وتعالى من الأمور التي يدبرها ، أمر العالم العلوي والسفلي.
قوله : (فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه أنه كائن ، ليجعلوه غير كائن ـ لم يقدروا عليه. ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه ، ليجعلوه كائنا ـ لم يقدروا عليه. جفّ القلم بما هو كائن الى يوم القيامة).
ش : تقدم حديث جابر عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : جاء سراقة بن مالك بن جعشم ، فقال : يا رسول الله ، بيّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن ، فيم العمل اليوم ، أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير؟ أم فيما استقبل؟ قال : «لا ، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير» (٢٧٣). وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : كنت خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما ، فقال : يا غلام ألا أعلمك كلمات : «احفظ الله بحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فسأل الله ، واذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف» (٢٧٤). رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح. وفي رواية غير الترمذي : «احفظ الله تجده أمامك ، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسرا».
وقد جاءت «الأقلام» في هذه الأحاديث وغيرها مجموعة ، فدل ذلك على أن للمقادير أقلاما غير القلم الأول ، الذي تقدم ذكره مع اللوح المحفوظ.
والذي دلت عليه السّنة أن الأقلام أربعة ، وهذا التقسيم غير التقسيم المقدّم ذكره :
__________________
(٢٧٣) صحيح وتقدم (برقم ٢٤٠).
(٢٧٤) صحيح لغيره وقد خرجته في «السنة» لابن أبي عاصم (٣١٦ ـ ٣١٨).