شهدت بأن وعد الله حق |
|
[وأن] النار مثوى الكافرينا |
وأن العرش فوق الماء طاف |
|
وفوق العرش ربّ العالمينا |
وتحمله ملائكة شداد |
|
ملائكة الإله مسوّمينا |
ذكره ابن عبد البر وغيره من الأئمة ، وروى أبو داود عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «أذن لي أن أحدّث عن ملك من ملائكة الله عزوجل من حملة العرش ، إن ما بين [شحمة] أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام» (٢٩٨). ورواه ابن أبي حاتم ولفظه : «تخفق الطير سبعمائة عام».
وأما من حرف كلام الله ، وجعل العرش عبارة عن الملك ، كيف يصنع بقوله تعالى : (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) الحاقة : ١٧. وقوله : (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) هود : ٧. أيقول : ويحمل ملكه يومئذ ثمانية؟! وكان ملكه على الماء! ويكون موسى عليهالسلام آخذا من قوائم الملك؟! هل يقول هذا عاقل يدري ما يقول؟!
وأما الكرسي فقال تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) البقرة : ٢٥٥. وقد قيل : هو العرش. والصحيح أنه غيره ، نقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره. روى ابن أبي شيبة في كتاب «صفة العرش» ، والحاكم في «مستدركه» ، وقال : إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، في قوله تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) البقرة : ٢٥٥ ، أنه قال : الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدّر قدره إلا الله تعالى (٢٩٩). وقد روي مرفوعا ، والصواب أنه موقوف على ابن عباس. وقال السدي : السموات والأرض في جوف الكرسي بين يدي العرش. وقال ابن جرير : قال أبو ذر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد ألقيت
__________________
(٢٩٨) صحيح ، رواه ابو داود وغيره. وقد خرجته في «الصحيحة» (١٥١).
(٢٩٩) صحيح موقوفا ، وأما المرفوع فضعيف ، كما بينته في تخريج كتاب «ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة البرهان «للآلوسي ، وقد طبعه المكتب الاسلامي. وراجع له «الظلال» (١٠٢ / ٣٦).