وغيره. وروى ابن ماجه عن جابر يرفعه ، قال «بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور ، فرفعوا إليه رءوسهم ، فإذا الجبار جل جلاله قد أشرف عليهم من فوقهم ، وقال : يا أهل الجنة ، سلام عليكم ، ثم قرأ قوله تعالى : (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) يس : ٥٨. فينظر إليهم ، وينظرون إليه ، فلا يلتفتون الى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه» (٣٠٩). وروى مسلم عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، في تفسير قوله تعالى : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ) الحديد : ٣ بقوله : «أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء» (٣١٠). والمراد بالظهور هنا : العلو. ومنه قوله تعالى : (فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ) الكهف : ٩٧ ، أي يعلوه. فهذه الأسماء الأربعة متقابلة : اسمان منها لأزلية الرب سبحانه وتعالى وأبديته ، واسمان لعلوه وقربه. وروى أبو داود عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن جده ، قال : أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أعرابي ، فقال : يا رسول الله ، جهدت الأنفس [وضاعت العيال] ونهكت الأموال ، [وهلكت الأنعام] ، فاستسق الله لنا ، فإنا نستشفع بك على الله ، ونستشفع بالله عليك ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ويحك! أتدري ما تقول؟ وسبّح رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ، ثم قال : ويحك! إنه لا يستشفع بالله على أحد من خلقه ، شأن الله أعظم من ذلك ، ويحك! أتدري ما الله؟ إن الله فوق عرشه ، وعرشه فوق سماواته ، وقال بأصابعه! مثل القبة [عليه] ، وإنه ليئطّ به أطيط الرّحل بالراكب» (٣١١). وفي قصة سعد بن معاذ يوم بني قريظة ، لما حكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبع سماوات» (٣١٢). وهو حديث صحيح ، أخرجه الأموي في مغازيه ، وأصله في
__________________
(٣٠٩) ضعيف ، وتقدم في الحديث (رقم ١٤١) ، وقول الشيخ أحمد شاكر رحمهالله : «واسناده جيد» غير جيد ، لما ذكرته هناك.
(٣١٠) صحيح وتقدم الحديث (برقم ٤٦).
(٣١١) ضعيف ، وتقدم (ص ٢٧٨).
(٣١٢) صحيح بدون قوله : «فوق سبع سماوات» كذلك هو في «الصحيحين» و «المسند». وأما هذه الزيادة فنفرد بها محمد بن صالح التمار ، كما في «العلو» (١٠٢) وقال :