«الصحيحين». وروى البخاري عن زينب رضي الله عنها ؛ أنها كانت تفخر على أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم ، وتقول : زوجكنّ أهاليكن ، وزوجني الله من فوق سبع سماوات (٣١٣). وعن عمر رضي الله عنه : أنه مر بعجوز فاستوقفته ، فوقف معها يحدثها ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين ، حبست الناس بسبب هذه العجوز؟ فقال : ويلك! أتدري من هذه؟ امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات ، هذه خولة التي أنزل الله فيها. (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ) (٣١٤) المجادلة : ١ أخرجه الدارمي. وروى عكرمة عن ابن عباس ، في قوله : (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ) الاعراف : ١٧ ، قال : ولم يستطع أن يقول من فوقهم ، لأنه قد علم أن الله سبحانه من فوقهم.
ومن سمع أحاديث الرسول صلىاللهعليهوسلم وكلام السلف ، وجد منه في إثبات الفوقية ما لا ينحصر. ولا ريب أن الله سبحانه لما خلق لم يخلقهم في ذاته المقدسة ، تعالى الله عن ذلك ، فإنه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ، فتعين أنه خلقهم خارجا عن ذاته ، ولو لم يتصف سبحانه بفوقية الذات ، مع أنه قائم بنفسه غير مخالط للعالم ، لكان متصفا بضدّ ذلك ، لأن القابل للشيء لا يخلو منه أو من ضده ، وضد الفوقية : السفول ، وهو مذموم على الإطلاق ، لأنه مستقر إبليس وأتباعه وجنوده. فإن قيل : لا نسلم أنه قابل للفوقية حتى يلزم من نفيها ثبوت ضدها. قيل : لو لم يكن قابلا للعلو والفوقية لم يكن له حقيقة قائمة بنفسها ، فمتى أقررتم بأنه
__________________
«وهو صدوق» وفي «التقريب» «صدوق يخطئ» ، قلت : فمثله لا يقبل تفرده ، وان صححه المؤلف وكذا الذهبي ، وفي اثبات الفوقية أحاديث صحيحه تغني عن هذا ، وسيذكر المؤلف بعضها. وانظر تخريج الحديث في «مختصر العلو» (٨٧ / ١١).
(٣١٣) صحيح وهو عند البخاري في «التوحيد» من حديث انس قال : فكانت زينب تفخر .. الخ. فليس هو من مسند زينب نفسها كما يفيده صنيع المصنف رحمهالله.
(٣١٤) ضعيف ، أخرجه ابو سعيد الدارمي في «الرد على الجهمية» (ص ٢٦ ، طبع المكتب الاسلامي) من طريق ابي يزيد المدني عن عمر به. قال الذهبي : (١١٣) «وهذا اسناد صالح فيه انقطاع ، أبو يزيد لم يلحق عمر».