المنكر ، وضمّنوه جواز الخروج على الأئمة بالقتال. فهذه أصولهم الخمسة ، التي وضعوها بإزاء أصول الدين الخمسة التي بعث بها الرسول.
والرافضة المتأخرون ، جعلوا الأصول أربعة : التوحيد ، والعدل ، والنبوة ، والإمامة.
وأصول أهل السنة والجماعة تابعة لما جاء به الرسول. وأصل الدين : الإيمان بما جاء به الرسول ، كما تقدم بيان ذلك ، ولهذا كانت الآيتان من آخر سورة البقرة ـ لما تضمنتا هذا الأصل ـ : لهما شأن عظيم ليس لغيرهما ، ففي «الصحيحين» عن أبي مسعود عقبة بن عمرو ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» (٣٤١). وفي «صحيح مسلم» عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : «بينا جبرائيل قاعد عند النبي صلىاللهعليهوسلم سمع نقيضا من فوقه ، فرفع رأسه ، فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم ، لم يفتح قط إلا اليوم ، فنزل منه ملك ، فقال : هذا ملك نزل الى الارض ، لم ينزل قط إلا اليوم ، فسلم ، وقال : أبشر بنورين أوتيتهما ، لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أوتيته» (٣٤٢). وقال أبو طالب المكي : أركان الإيمان سبعة ، يعني هذه الخمسة ، والإيمان بالقدر ، والايمان بالجنة والنار. وهذا حق ، والأدلة عليه ثابتة محكمة قطعية. وقد تقدمت الإشارة إلى دليل التوحيد والرسالة.
وأما الملائكة فهم الموكلون بالسماوات والأرض ، فكل حركة في العالم فهي ناشئة عن الملائكة ، كما قال تعالى : (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) النازعات : ٥. (فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً) الذاريات : ٤. وهم الملائكة عند أهل الإيمان وأتباع الرسل ، وأما المكذبون بالرسل المنكرون للصانع فيقولون : هي النجوم. وقد دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة ، وأنها موكلة بأصناف المخلوقات ، وأنه سبحانه وكّل
__________________
(٣٤١) صحيح لإخراج «الصحيحين» له ، وعزاه في «الجامع الصغير» لأصحاب السنن الأربعة فقصر ، انظر «صحيح الجامع» (٦٣٤١).
(٣٤٢) صحيح لإخراج مسلم اياه (٢ / ١٩٨).