مطيع مجهولون لا يعرفون في شيء من كتب التواريخ المشهورة. وأما أبو مطيع ، فهو : الحكم بن عبد الله بن مسلمة البلخي ، ضعفه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعمرو بن علي الفلّاس ، والبخاري ، وأبو داود ، والنسائي ، وأبو حاتم الرازي ، وأبو حاتم محمد بن حبان البستي (٤١٦) ، والعقيلي ، وابن عدي ، والدار قطني ، وغيرهم. وأما أبو المهزم ، الراوي عن أبي هريرة ، وقد تصحّف على الكتّاب ، واسمه : يزيد بن سفيان ، فقد ضعفه أيضا ، غير واحد ، وتركه شعبة بن الحجاج ، وقال النسائي : متروك ، وقد اتهمه شعبة بالوضع ، حيث قال : لو أعطوه فلسين لحدثهم سبعين حديثا!
وقد وصف النبي صلىاللهعليهوسلم النساء بنقصان العقل والدين. وقال صلىاللهعليهوسلم : «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» (٤١٧). والمراد نفي الكمال ، ونظائره كثيرة ، وحديث شعب الإيمان ، وحديث الشفاعة ، وأنه يخرج من النار من في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان ، فكيف يقال بعد هذا : ان إيمان أهل السموات والأرض سواء؟! وإنما التفاضل بينهم بمعان أخر غير الايمان؟! وكلام الصحابة رضي الله عنهم في هذا المعنى كثير أيضا. منه : قول أبي الدرداء رضي الله عنه : من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه ، ومن فقه العبد أن يعلم أيزداد هو أم ينتقص ، وكان عمر رضي الله عنه يقول لأصحابه : هلموا نزدد إيمانا ، فيذكرون الله تعالى عزوجل. وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول في دعائه : اللهم زدنا إيمانا ويقينا وفقها. وكان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول لرجل : اجلس بنا نؤمن ساعة (٤١٨). ومثله عن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه. وصح عن عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه قال : ثلاث من كن فيه فقد استكمل
__________________
(٤١٦) قال في «الضعفاء والمجروحين» (١ / ٢٥٠) : «كان من رؤساء المرجئة ، من يبغض السنن ومنتحليها ، وهو الذي روى ..» ثم ساق له هذا الحديث.
(٤١٧) متفق عليه من حديث انس بن مالك رضي الله عنه.
(٤١٨) رواه ابن أبي شيبة في «الايمان» (رقم ١٠٥ و ١٠٧ بتحقيقي) وكذا أبو عبيد في «الايمان» (٢٠) لسند صحيح عنه ، وعلقه البخاري في «صحيحه» (رقم ٢ ـ مختصر البخاري) طبع المكتب الاسلامي
.