رجل الى النبي صلىاللهعليهوسلم فسأله عن الذي سألتني عنه ، فقرأ [عليه] الذي قرأت عليك (٤٢٤) ، فقال له الذي قلت لي ، فلما أبى أن يرضى ، قال : «إن المؤمن الذي إذا عمل الحسنة سرته ورجا ثوابها ، وإذا عمل السيئة ساءته وخاف عقابها» (٤٢٥). وكذلك أجاب جماعة من السلف بهذا الجواب. وفي «الصحيح» قوله لوفد عبد القيس : «آمركم بالإيمان بالله وحده ، أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وأن تؤدوا الخمس من المغنم» (٤٢٦). ومعلوم أنه لم يرد أن هذه الأعمال تكون إيمانا بالله بدون إيمان القلب ، لما قد أخبر في مواضع أنه لا بد من إيمان القلب ، فعلم أن هذه مع إيمان القلب هو الإيمان. وأي دليل على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان فوق هذا الدليل؟ فإنه فسر الإيمان بالأعمال ولم يذكر التصديق ، للعلم بأن هذه الأعمال لا تفيد [مع] الجحود. وفي «المسند» عن أنس ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، أنه قال : «الإسلام علانية ، والإيمان في القلب» (٤٢٧). وفي هذا الحديث دليل على المغايرة بين الإسلام والإيمان. ويؤيده قوله [في حديث سؤالات جبريل ، في معنى الاسلام والإيمان. ،] وقد قال فيه النبي صلىاللهعليهوسلم : «هذا جبرائيل أتاكم يعلمكم
__________________
(٤٢٤) قال عفيفي : انظر ص ١٧٢ وما بعدها من كتاب «الايمان».
(٤٢٥) ضعيف بهذا السياق والاسناد ، وعلته الانقطاع ، واختلاط المسعودي ، لكن صح الحديث من رواية ابي أمامة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم سأله رجل ، فقال : يا رسول الله ما الايمان؟ قال : «اذا سرتك حسنتك ، وساءتك سيئتك فأنت مؤمن ،» قال : يا رسول الله ما الاثم؟ قال : «اذا حاك في صدرك شيء فدعه» ، رواه الحاكم (١ / ١٤) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، وانما هو على شرط مسلم وحده ، فإن ممطورا لم يخرج له البخاري في صحيحه. الصحيحة (٥٥٠).
(٤٢٦) اخرجه البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٤٢٧) اسناده ضعيف ، فيه علي بن مسعدة ، قال العقيلي في «الضعفاء» قال البخاري : «فيه نظر» ، وقال عبد الحق الأزدي في «الأحكام الكبرى» (ق ٣ / ٢) : «حديث غير محفوظ».