الدارقطني أيضا وأبو داود ، عن مكحول ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الصلاة واجبة عليكم مع كل مسلم ، برّا كان أو فاجرا ، وإن عمل بالكبائر ، والجهاد واجب عليكم مع كل أمير ، برّا كان أو فاجرا ، وإن عمل الكبائر» (٤٨٠). وفي «صحيح البخاري» : أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان يصلي خلف الحجّاج [بن يوسف] الثقفي ، وكذا أنس بن مالك ، وكان الحجاج فاسقا ظالما. وفي «صحيحه» أيضا ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يصلون لكم ، فإن أصابوا فلكم ولهم ، وأن أخطئوا فلكم وعليهم» (٤٨١). وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «صلوا خلف من قال لا إله إلا الله ، وصلوا على من مات من أهل لا إله إلا الله» (٤٨٢). أخرجه الدارقطني من طرق ، وضعّفها.
اعلم ، رحمك الله وإيانا : أنه يجوز للرجل أن يصلي خلف من لم يعلم منه بدعة ولا فسقا ، باتفاق الأئمة ، وليس من شرط الائتمام أن يعلم المأموم اعتقاد إمامه ، ولا أن يمتحنه ، فيقول : ما ذا تعتقد؟! بل يصلي خلف المستور الحال ، ولو صلى خلف مبتدع يدعو الى بدعته ، أو فاسق ظاهر الفسق ، وهو الإمام الراتب الذي لا يمكنه الصلاة إلا خلفه ، كإمام الجمعة والعيدين ، والإمام في صلاة الحج بعرفة ، ونحو ذلك ـ : فإن المأموم يصلي خلفه ، عند عامة السلف والخلف. ومن ترك الجمعة والجماعة خلف الإمام الفاجر ، فهو مبتدع عند أكثر العلماء. والصحيح أنه يصليها ولا يعيدها ، فإن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يصلون الجمعة والجماعة خلف الأئمة الفجّار ولا يعيدون ، كما كان عبد الله بن عمر يصلي خلف الحجاج بن يوسف ، وكذلك أنس رضي الله عنه ، كما تقدم ، وكذلك عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وغيره يصلون خلف الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، وكان يشرب الخمر ، حتى إنه صلى بهم الصبح مرة أربعا ، ثم قال : أزيدكم؟! فقال له ابن مسعود : ما زلنا معك منذ اليوم في زيادة!! وفي «الصحيح» : أن عثمان بن عفان رضي الله
__________________
(٤٨٠) ضعيف أيضا للعلة المذكورة ، وهو مخرج في «الارواء» (٥٢٧).
(٤٨١) صحيح ، رواه أحمد أيضا ، وهو في «مختصر البخاري» برقم (٣٨٣).
(٤٨٢) ضعيف.