البخاري : «ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة» (٤٩٣). وفي «الصحيحين» أيضا : «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحبّ وكره ، إلا أن يؤمر بمعصية ، [فإن أمر بمعصية] فلا سمع ولا طاعة» (٤٩٤). وعن حذيفة بن اليمان قال : كان الناس يسألون رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشرّ ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخبر من شر؟ قال : «نعم» ، فقلت : هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال : «نعم ، وفيه دخن» ، قال : قلت : وما دخنه؟ قال : «قوم يسنون بغير سنتي ، ويهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر» ، فقلت : هل بعد ذلك الخير من شرّ؟ قال : «نعم : دعاة على أبواب جهنم. من أجابهم إليها قذفوه فيها» فقلت : يا رسول الله ، صفهم لنا؟ قال : «نعم ، قوم من جلدتنا ، يتكلمون بألستنا» ، قلت : يا رسول الله ، فما ترى إذا أدركني ذلك؟ قال : «تلزم جماعة المسلمين ، وإمامهم» فقلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال : «فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعضّ على أصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك» (٤٩٥). وعن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات ، فميتته جاهلية» (٤٩٦). وفي رواية : «فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه» (٤٩٧). وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إذا بويع
__________________
(٤٩٣) البخاري (٤ / ٣٨٥) عن أنس.
(٤٩٤) متفق عليه من حديث ابن عمر.
(٤٩٥) متفق عليه.
(٤٩٦) متفق عليه من حديث ابن عباس ، وهو مخرج في «الارواء» (٢٤٥٣).
(٤٩٧) صحيح ، وهي من رواية الحارث الأشعري في حديث طويل ، أخرجه أحمد (٤ / ١٣٠) وغيره بسند صحيح ، وليست من رواية ابن عباس كما أوهم الشارح ، وهو بتمامه في «صحيح الترغيب» (٥٥٣) و «صحيح الجامع الصغير» (١٧٢٠) ، وفيه الرد على من حاول إعلاله بما لا يقدح من الدكاترة المعاصرين! فليراجعه من شاء فإن فيه الشفاء.