أنه جاء في بعض كتب الله : «أنا الله مالك الملك ، قلوب الملوك بيدي ، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة ، فلا تشغلوا أنفسكم بسبب الملوك ، لكن توبوا أعطفهم عليكم» (٥٠٠).
قوله : (ونتّبع السنة والجماعة ، ونجتنب الشذوذ والخلاف والفرقة).
ش : السنة : طريقة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، والجماعة : جماعة المسلمين ، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان الى يوم الدين. فاتباعهم هدى ، وخلافهم ضلال. قال الله تعالى لنبيه صلىاللهعليهوسلم : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ، وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران : ٣١. وقال : (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) النساء : ١١٥. وقال تعالى : (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ ، وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ، وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) النور : ٥٤. وقال تعالى : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ، وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ، ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الانعام : ١٥٣. وقال تعالى : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ ، وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) آل عمران : ١٠٥. وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ، إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ، ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) الانعام : ١٥٩.
وثبت في «السنن» الحديث الذي صححه الترمذي ، عن العرباض بن سارية ، قال : وعظنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم موعظة بليغة ، ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقال قائل : يا رسول الله ، كأن هذه موعظة مودّع؟ فما ذا تعهد إلينا؟ فقال : «أوصيكم بالسمع والطاعة ، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى
__________________
(٥٠٠) هذا من الاسرائيليات ، وقد رفعه بعض الضعفاء الى النبي صلىاللهعليهوسلم ، رواه الطبراني في الاوسط» عن أبي الدرداء ، قال الهيثمي (٥ / ٢٤٩) : «وفيه ابراهيم بن راشد وهو؟؟ مروك».