يكون معصوما ، اشتراطا ، من غير دليل! بل في «صحيح مسلم» عن عوف بن مالك الأشجعي ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، [وتصلّون عليهم] ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم» ، قال : قلت : يا رسول الله ، أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال : «لا ، ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله ، فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعنّ يدا من طاعته» (٥٠٩). وقد تقدم بعض نظائر هذا الحديث في الإمامة. ولم يقل : إن الإمام يجب أن يكون معصوما. والرافضة أخسر الناس صفقة في هذه المسألة ، لأنهم جعلوا الإمام المعصوم هو الإمام المعدوم ، الذي لم ينفعهم في دين ولا دنيا!! فإنهم يدعون أنه الإمام المنتظر ، محمد بن الحسن العسكري ، الذي دخل السرداب في زعمهم ، سنة ستين ومائتين ، أو قريبا من ذلك بسامرّا! وقد يقيمون هناك دابة ، إما بغلة وإما فرسا ، ليركبها إذا خرج! ويقيمون هناك في أوقات عينوا فيها من ينادي عليه بالخروج. يا مولانا ، اخرج! يا مولانا ، اخرج! ويشهرون السلاح ، ولا أحد هناك يقاتلهم! الى غير ذلك من الأمور التي يضحك عليهم منها العقلاء!!
وقوله : مع أولي الأمر برّهم وفاجرهم ـ لأن الحج والجهاد فرضان يتعلقان بالسفر ، فلا بد من سائس يسوس الناس فيهما ، ويقاوم العدو ، وهذا المعنى كما يحصل بالإمام البرّ يحصل بالإمام الفاجر.
قوله : (ونؤمن بالكرام الكاتبين ، فان الله قد جعلهم علينا حافظين).
ش : قال تعالى : (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ ، كِراماً كاتِبِينَ ، يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ) الانفطار : ١٠ ـ ١٢ وقال تعالى : (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ ، عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ. ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق : ١٧ ـ ١٨. وقال تعالى : (لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) الرعد : ١١. وقال تعالى : (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ ، بَلى ، وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) الزخرف : ٨٠. وقال تعالى : (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ، إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ
__________________
(٥٠٩) صحيح ، وقد تقدم بالحديث (رقم ٤٩٩).