ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) الجاثية : ٢٨. وقال تعالى : (إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ) يونس : ٢١. وفي «الصحيح» عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر ، فيصعد إليه الذين كانوا فيكم ، فيسألهم ، والله أعلم بهم : كيف تركتم عبادي؟ فيقولون : أتيناهم وهم يصلون ، وفارقناهم وهم يصلون» (٥١٠). وفي الحديث الآخر : إن معكم من لا يفارقكم إلا عند الخلاء وعند الجماع ، فاستحيوهم ، أكرموهم» (٥١١). جاء في التفسير : اثنان عن اليمين وعن الشمال ، يكتبان لأعمال ، صاحب اليمين يكتب الحسنات ، وصاحب الشمال يكتب السيئات ، وملكان آخران يحفظانه ويحرسانه ، واحد من ورائه ، وواحد أمامه ، فهو بين أربعة ملاك بالنهار ، وأربعة آخرين بالليل ، بدلا ، حافظان وكاتبان ، وقال عكرمة عن ابن عباس : (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) الرعد : ١١ ، قال : ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ، فإذا جاء قدر الله خلّوا عنه.
وروى مسلم والإمام أحمد عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن ، وقرينه من الملائكة» ، قالوا : وإياك يا رسول الله؟ قال : «وإياي ، لكن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير» (٥١٢). الرواية بفتح الميم من «فأسلم» [ومن رواه «فأسلم» برفع الميم ـ فقد حرّف لفظه. ومعنى «فأسلم»] ، أي : فاستسلم وانقاد لي ، في أصح القولين ، ولهذا قال : «فلا يأمرني إلا بخير» ، ومن قال : إن الشيطان صار مؤمنا ـ فقد حرّف معناه ، فإن الشيطان لا يكون مؤمنا (٥١٣). ومعنى : (يَحْفَظُونَهُ
__________________
(٥١٠) متفق عليه عن ابي هريرة ، وهو مخرج في «الظلال» (٤٩١).
(٥١١) ضعيف ، «الضعيفة» رقم (٢٢٤١).
(٥١٢) عبد الله هو ابن مسعود ، واخرجه الدارمي عنه أيضا في «الرقاق» وقال : من الناس من يقول «اسلم» : استسلم ، يقول : ذل.
(٥١٣) قال الشيخ أحمد شاكر : والخلاف في ضبط الميم من «فأسلم» ـ خلاف قديم والراجح فيها الفتح : كما قال الشارح ، ولكن المعنى الذي رجحه غير راجح. فقال القاضي عياض ، في «مشارق الانوار» (٢ / ٢١٨) : «رويناه بالضم والفتح. فمن ضم رد ذلك الى