مِنْ أَمْرِ اللهِ) الرعد : ١١ ـ قيل : حفظهم له من أمر الله ، أي الله أمرهم بذلك ، يشهد لذلك قراءة من قرأ : يحفظونه بأمر الله.
ثم قد ثبت بالنصوص المذكورة أن الملائكة تكتب القول والفعل. وكذلك النية ، لأنها فعل القلب ، فدخلت في عموم (يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ) الانفطار : ١٢. ويشهد لذلك قوله صلىاللهعليهوسلم : «قال الله عزوجل : إذا همّ عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه ، فإن عملها فاكتبوها عليه سيئة ، وإذا هم عبدي بحسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ، فإن عملها فاكتبوها عشرا» (٥١٣١). وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «قالت الملائكة : ذاك عبد يريد أن يعمل سيئة ، وهو أبصر به ، فقال : ارقبوه ، فإن عملها فاكتبوها بمثلها ، وإن تركها فاكتبوها له حسنة ، إنما تركها من جرّائي» (٥١٣٢) خرجاهما في «الصحيحين» واللفظ لمسلم.
قوله : (ونؤمن بملك الموت ، الموكل بقبض أرواح العالمين).
ش : قال تعالى : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ، ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) الم. السجدة : ١١. ولا تعارض هذه الآية قوله : (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ) الانعام : ٦١ ، وقوله تعالى : (اللهُ
__________________
النبي صلىاللهعليهوسلم ، أي : فأنا أسلم منه. ومن فتح رده الى القرين ، أي : أسلم من الاسلام. وقد روي في غير هذه الأمهات : فاستسلم. يريد بالامهات : «الموطأ» و «الصحيحين» ، التي بنى عليها كتابه ، وان كان هذا الحديث لم يروه مالك ولا البخاري.
وقال النووي في شرح مسلم : «هما روايتان مشهورتان. واختلفوا في الارجح منهما ، فقال الخطابي : الصحيح المختار الرفع ، ورجح القاضي عياض الفتح.
وأما الحافظ ابن حبان ، فانه روى الحديث في صحيحه (٢ / ٢٨٣ ، من المخطوطة المصورة) ، وجزم برواية فتح الميم ، وقال : «في هذا الخبر دليل على أن شيطان المصطفى صلىاللهعليهوسلم أسلم حتى لم يكن يأمره الا بخير ، لا أنه كان يسلم منه وان كان كافرا». وهذا هو الصحيح الذي ترجحه الدلائل. وادعاء الشارح أن هذا تحريف للمعنى. «فأن الشيطان لا يكون مؤمنا». انتقال نظر. فأولا : أن اللفظ في الحديث «قرينه من الجن» ، لم يقل : «شيطانه». وثانيا : ان الجن فيهم المؤمن والكافر. والشياطين هم كفارهم ، فمن آمن منهم لم يسم شيطانا.
(٥١٣١) متفق عليه من ابي هريرة.
(٥١٣٢) متفق عليه من أبي هريرة.