الخبيث؟ (٥٢٤) فيقولون فلان ابن فلان ، بأقبح أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهي بها الى السماء الدنيا ، فيستفتح له ، فلا يفتح له ، ثم قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ ، وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ) الاعراف : ٤٠ ، فيقول الله عزوجل : اكتبوا كتابه في سجّين ، في الأرض السفلى ، فتطرح روحه طرحا ، ثم قرأ : (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) الحج : ٣١ ، فتعاد روحه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقولان له : من ربك؟ فيقول : هاه ، هاه ، لا أدري ، فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ، فيقول : هاه هاه ، لا أدري ، فينادي مناد من السماء : أن كذب ، فافرشوه من النار ، وافتحوا له بابا الى النار ، فيأتيه من حرّها وسمومها ، ويضيق عليه قبره ، حتى تختلف أضلاعه ، ويأتيه رجل قبيح الوجه ، قبيح الثياب منتن الريح ، فيقول : ابشر بالذي يسوؤك ، هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول : من أنت ، فوجهك الوجه [الذي] يجيء بالشرّ ، فيقول : أنا عملك الخبيث ، فيقول ربّ لا تقم الساعة» (٥٢٥). رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وروى النسائي وابن ماجة أوّله ورواه الحاكم وأبو عوانة الأسفرائيني في «صحيحيهما» ، وابن حبان.
وذهب الى موجب هذا الحديث جميع أهل السنة والحديث ، وله شواهد من الصحيح. فذكر البخاري رحمهالله عن سعيد عن قتادة عن أنس ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه ، إنه ليسمع فرع نعالهم ، فيأتيه ملكان ، فيقعدانه ، فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ، محمد صلىاللهعليهوسلم؟ فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيقول له : انظر الى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة ، فيراهما جميعا» (٥٢٦). قال قتادة : وروي لنا أنه يفسح له في قبره ، وذكر الحديث. وفي «الصحيحين» عن ابن
__________________
(٥٢٤) قال عفيفي : انظر المسألة الرابعة في الكلام على موت الروح «لابن القيم».
(٥٢٥) صحيح ، انظر «احكام الجنائز» (ص ١٥٦ ـ ١٥٩).
(٥٢٦) «الصحيحة» (١٣٤٤).