عنه ، قال : قال صلىاللهعليهوسلم : «علّم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك ، وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة ، فلا تحدثن في دين الله حدثا برأيك» (٥٦٥). أورد القرطبي. وروى أبو بكر بن أحمد بن سليمان النجار ، عن يعلى بن منية ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : «تقول النار للمؤمن يوم القيامة : جز يا مؤمن ، فقد أطفأ نورك لهبي» (٥٦٦).
وقوله : والميزان ، أي : ونؤمن بالميزان. قال تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ، فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً ، وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها ، وَكَفى بِنا حاسِبِينَ) الأنبياء : ٤٧. وقال تعالى : (فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ. وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ) المؤمنون : ١٠٢ ـ ١٠٣. قال القرطبي : قال العلماء : إذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال ، لأن الوزن للجزاء ، فينبغي أن يكون بعد المحاسبة ، فإن المحاسبة لتقرير الأعمال ، والوزن لإظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها. قال : وقوله : تعالى : (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) الأنبياء : ٤٧. يحتمل أن يكون ثمّ موازين متعددة توزن فيها الأعمال ، ويحتمل أن يكون المراد الموزونات ، فجمع باعتبار تنوع الأعمال الموزونة ، والله أعلم.
والذي دلت عليه السنة : أن ميزان الأعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان. روى الإمام أحمد ، من حديث أبي عبد الرحمن الحبلي ، قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله سيخلّص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا ، كل سجل مدّ البصر ، ثم يقول له : أتنكر من هذا شيئا أظلمتك كتبتي الحافظون؟ قال : لا ، يا رب ، فيقول : ألك عذر أو حسنة؟ فيبهت الرجل ، فيقول : لا يا رب ، فيقول : بلى ، إن لك عندنا حسنة واحدة ، لا ظلم اليوم عليك ، فتخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فيقول أحضروه ، فيقول : يا رب ، وما
__________________
(٥٦٥) موضوع ، وهو قطعة من حديث رواه أبو نعيم والخطيب عن أبي هريرة مرفوعا ، وذكره ابن الجوزي في «الموضوعات» ، وتكلمت عليه في «الاحاديث الضعيفة» (٢٦٥).
(٥٦٦) ضعيف ، رواه الطبراني وابن عدي وأبو نعيم وغيرهم بسند فيه ضعف وانقطاع.