هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال : إنك لا تظلم ، قال : فتوضع السجلات في كفة ، [والبطاقة في كفة] ، قال : فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة ، ولا يثقل شيء بسم الله الرّحمن الرّحيم» (٥٦٧). وهكذا روى الترمذي ، وابن ماجه ، وابن أبي الدنيا ، من حديث الليث ، زاد الترمذي : «ولا يثقل مع اسم الله شيء». وفي سياق آخر : «توضع الموازين يوم القيامة ، فيؤتى بالرجل فيوضع في كفة» (٥٦٨) وفي هذا السياق فائدة جليلة ، وهي أن العامل يوزن مع عمله ، ويشهد له ما روى البخاري عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : «أنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة ، لا يزن عند الله جناح بعوضة ، وقال : اقرءوا إن شئتم : (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) الكهف : ١٠٦» (٥٦٩). وروى الإمام أحمد ، عن ابن مسعود : «أنه كان يجني (٥٧٠) سواكا من الأراك ، وكان دقيق الساقين ، فجعلت الريح تكفئه ، فضحك القوم منه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ممّ تضحكون»؟ قالوا : يا نبي الله ، من دقة ساقية ، فقال : «والذي نفسي بيده ، لهما أثقل في الميزان من أحد» (٥٧١). وقد وردت الأحاديث أيضا بوزن الأعمال أنفسها ، كما في «صحيح مسلم» ، عن أبي مالك الأشعري ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الطهور شطر الإيمان ، والحمد لله تملأ الميزان» (٥٧٢). وفي «الصحيح» ، وهو خاتمة كتاب البخاري ، قوله صلىاللهعليهوسلم : «كلمتان خفيفتان على اللسان ، حبيبتان الى الرحمن ، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان
__________________
(٥٦٧) صحيح ، وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، وحسنه الترمذي وفي روايتيهما : «فلا يثقل مع اسم الله شيء» وأما رواية الكتاب فهي رواية لأحمد (٢ / ٢١٣) وهي شاذة. وقد تكلمت على اسناد الحديث في «سلسلة الاحاديث الصحيحة» (١٣٥).
(٥٦٨) هو الحديث المتقدم ، وهذا لفظ آخر له ، ولا يصح من قبل سنده ، لأن فيه ابن لهيعة وهو سيئ الحفظ فلا يحتج بما تفرد به ، أخرجه أحمد (٢ / ٢٢١).
(٥٦٩) صحيح ، ورواه مسلم أيضا (٨ / ١٢٥).
(٥٧٠) في «المسند» : يجتني.
(٥٧١) حسن ، رواه أحمد في «المسند» (١ / ٤٥٠) بسند حسن.
(٥٧٢) صحيح ، وهو مخرج في «تخريج مشكلة الفقر» برقم (٥٩).