ولو أصبته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا ، ورأيت النار ، فلم أر منظرا كاليوم قط أفظع ، ورأيت أكثر أهلها النساء» ، قالوا : بم ، يا رسول الله؟ قال : «بكفرهن» ، قيل : أيكفر بالله؟ قال : «يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت الى إحداهنّ الدهر كله ، ثم رأت منك شيئا ، قالت : ما رأيت خيرا قط!!» (٥٨٣) وفي «صحيح مسلم» من حديث أنس : «وايم الذي نفسي بيده ، لو رأيتم ما رأيت ، لضحكتم قليلا وبكيتم كثيرا». قالوا : وما رأيت يا رسول الله؟ قال : «رأيت الجنة والنار» (٥٨٤) وفي «الموطأ والسنن» ، من حديث كعب ابن مالك ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنما نسمة المؤمن طير (٥٨٥) تعلق في شجر الجنة ، حتى يرجعها الله الى جسده يوم القيامة» (٥٨٦). وهذا صريح في دخول الروح الجنة قبل يوم القيامة. وفي «صحيح مسلم» و «السنن» و «المسند». من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لما خلق الله الجنة والنار ، أرسل جبرائيل الى الجنة ، فقال : اذهب فانظر إليها والى ما أعددت لأهلها فيها ، فذهب فنظر إليها والى ما أعد الله لأهلها فيها ، فرجع فقال : وعزتك ، لا يسمع بها أحد إلا دخلها ، فأمر بالجنة ، فحفّت بالمكاره ، فقال : ارجع فانظر إليها والى ما أعددت لأهلها فيها ، قال : فنظر إليها ، ثم رجع فقال : وعزتك ، لقد خشيت أن لا يدخلها أحد ، قال : ثم أرسله الى النار ، قال : اذهب فانظر إليها والى ما أعددت لأهلها فيها ، قال : فنظر إليها ، فاذا هي يركب (٥٨٧) بعضها بعضا ، ثم رجع فقال : وعزتك ، لا يدخلها أحد سمع بها ، فأمر بها فحفّت بالشهوات ، ثم قال : اذهب فانظر الى ما أعددت لأهلها فيها ، فذهب فنظر إليها ، فرجع فقال : وعزتك ، لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها» (٥٨٨).
__________________
(٥٨٣) صحيح ، وهو مخرج هناك.
(٥٨٤) صحيح.
(٥٨٥) قال عفيفي : هذا المبحث في كتاب «حادي الارواح» لابن القيم.
(٥٨٦) صحيح ، وهو مخرج في «الصحيحة» (٩٩٥).
(٥٨٧) في الاصل : تركب.
(٥٨٨) صحيح ، وصححه الترمذي والحاكم (١ / ٢٦) ووافقه الذهبي ، وعز والمؤلف لمسلم