وأما وصول ثواب الصدقة (٦٣٩) ، ففي «الصحيحين» ، عن عائشة رضي الله عنها : أن رجلا أتى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا رسول الله ، إن أمي افتلتت نفسها ، ولم توص ، وأظنها لو تكلمت تصدقت ، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ قال : «نعم» (٦٤٠). وفي «صحيح البخاري» ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا رسول الله ، ان أمي توفيت وأنا غائب عنها ، فهل ينفعها إن تصدقت؟ قال : «نعم» ، قال : فإني أشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها (٦٤١). وأمثال ذلك كثيرة في السنة.
وأما وصول ثواب الصوم ، ففي «الصحيحين» ، عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من مات وعليه صيام صام عنه وليّه» (٦٤٢). وله نظائر في «الصحيح». ولكن أبو حنيفة رحمهالله قال بالإطعام عن الميت دون الصيام عنه ، لحديث ابن عباس المتقدم (٦٤٣). والكلام على ذلك معروف في كتب الفروع.
وأما وصول ثواب الحج ، ففي «صحيح البخاري» ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن امرأة من جهينة جاءت الى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : إن أمي نذرت أن تحجّ فلم تحج حتى ماتت ، أفأحج عنها؟ قال : «حجي عنها ، أرأيت لو كان على أمك دين ، أكنت قاضيته؟ اقضوا الله ، فالله أحق بالوفاء» (٦٤٤). ونظائره أيضا كثيرة. وأجتمع المسلمون على أن قضاء الدين يسقطه من ذمة الميت ، ولو كان من أجنبي ، ومن غير تركته. وقد دل على ذلك حديث أبي قتادة ، حيث ضمن الدينارين عن
__________________
(٦٣٩) قال عفيفي : انظر المسألة السادسة عشر من كتاب «الروح» لابن القيم.
(٦٤٠) صحيح ، وهو مخرج في «أحكام الجنائز» (١٧٢).
(٦٤١) صحيح ، وهو مخرج هناك (١٧٢).
(٦٤٢) صحيح ، وهو مخرج هناك (١٦٩).
(٦٤٣) الحديث (رقم ٦٣٤) ، وقد عرفت أنه موقوف.
(٦٤٤) صحيح ، وهو مخرج في «الإرواء» (٩٩٣) ، قلت : وانظر تحقيق المراد منه في كلام ابن القيم في «أحكام الجنائز» في فصل ما ينتفع به الميت (ص ١٧٠ ـ ١٧١).