اهتديتم» (٦٦٧) ـ فهو حديث ضعيف ، قال البزار : هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وليس هو في كتب الحديث المعتمدة.
وفي «صحيح مسلم» عن جابر ، قال : قيل لعائشة رضي الله عنها : إن ناسا يتناولون أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى أبا بكر وعمر! فقالت : وما تعجبون من هذا! انقطع عنهم العمل ، فأحبّ الله أن لا يقطع عنهم الأجر (٦٦٨). وروى ابن بطة بإسناد صحيح ، عن ابن عباس ، أنه قال : لا تسبوا أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم ، فلمقام أحدهم ساعة يعني مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، خير من عمل أحدكم أربعين سنة (٦٦٩). وفي رواية وكيع : خير من عبادة أحدكم عمره. وفي «الصحيحين» من حديث عمران بن حصين وغيره ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم» ، قال عمران : فلا أدري : أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة (٦٧٠) ، الحديث. وقد ثبت في «صحيح مسلم» عن جابر ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة» (٦٧١). وقال تعالى : (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ) التوبة : ١١٧ ، الآيات. ولقد صدق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في وصفهم ، حيث قال : إن
__________________
(٦٦٧) بل هو حديث باطل كما بينته في «الاحاديث الضعيفة والموضوعة» (رقم ٥٨).
(٦٦٨) هذا حديث غريب عندي ، وعزوه لمسلم أغرب فإني لم أقف عليه فيه ، بعد الاستعانة عليه بكل الوسائل الممكنة ، ولم يتيسر لي مراجعته في مصادر أخرى من كتب الحديث ، فإني على وشك السفر الى المدينة المنورة إن شاء الله تعالى. ثم تيقنت عدم وجوده فيه بعد أن فرغت منذ بضع سنين من اختصار «صحيح مسلم» وأنا الآن في صدد اختصار «صحيح البخاري» على منهج علمي دقيق.
ثم صدر المجلد الأول منه ، وفيه قرابة ألف حديث من الأحاديث المسندة. و (٣١٨) من الأحاديث المعلقة ، و (٤٠٩) من الآثار الموقوفة.
(٦٦٩) صحيح ، وهو مخرج في «الظلال» (١٠٠٦).
(٦٧٠) صحيح ، ورواه ابن أبي عاصم في «السنة» من طرق (١٤٦٨ ـ ١٤٧٢) ، وصحح أحدها ابن حبان ، وهو مخرج في «الصحيحة» (٦٩٩).
(٦٧١) صحيح.