البصري ، وإبراهيم النخعي ، والضحاك ، وغيرهم. ومعنى الشهادة : أن يشهد على معيّن من المسلمين أنه من أهل النار ، أو أنه كافر ، بدون العلم بما ختم الله [له] به
وقوله : وحبهم دين وإيمان وإحسان ـ لأنه امتثال لأمر الله فيما تقدم من النصوص. وروى الترمذي عن عبد الله بن مغفل ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «الله الله في أصحابي ، لا تتخذوهم غرضا [بعدي] ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم ، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ، ومن آذاهم فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله [تعالى] ، [ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه» (٦٧٣). وتسمية حب الصحابة إيمانا مشكل على الشيخ رحمهالله ، لأن الحب عمل القلب ، وليس هو التصديق ، فيكون العمل داخلا في مسمى الإيمان. وقد تقدم في كلامه : أن الإيمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان ، ولم يجعل العمل داخلا في مسمى الايمان ، وهذا هو المعروف من مذهب أهل السنة ، إلا أن تكون هذه التسمية مجازا.
وقوله : وبغضهم كفر ونفاق وطغيان ـ تقدم الكلام في تكفير أهل البدع ، وهذا الكفر نظير الكفر المذكور في قوله : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) المائدة : ٤٤. وقد تقدم الكلام في ذلك.
قوله : (ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أولا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ، تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة).
ش : اختلف أهل السنة في خلافة الصديق رضي الله عنه : هل كانت بالنص ، أو بالاختيار؟ فذهب الحسن البصري وجماعة من أهل الحديث الى أنها ثبتت بالنص الخفي والإشارة ، ومنهم من قال بالنص الجلي. وذهب جماعة من أهل الحديث والمعتزلة والأشعرية الى أنها ثبتت بالاختيار.
والدليل على إثباتها بالنص أخبار : من ذلك ما أسنده البخاري عن جبير بن مطعم ، قال : أتت امرأة النبي صلىاللهعليهوسلم ، فأمرها أن ترجع إليه ، قالت : أرأيت إن
__________________
(٦٧٣) ضعيف ، وقال الترمذي «غريب» وهو مخرج في «الأحاديث الضعيفة» (٢٩٠١).