جئت فلم أجدك؟ كأنها تريد الموت ، قال : «إن لم تجديني فأتي أبا بكر» (٦٧٤). وذكر له سياق آخر ، وأحاديث أخر. وذلك نص على إمامته. وحديث حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر» (٦٧٥). رواه أهل السنن. وفي «الصحيحين» عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها ، قالت : دخل عليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم في اليوم الذي بدئ فيه ، فقال : ادعي لي أباك وأخاك ، حتى أكتب لأبي بكر كتابا ، ثم قال : يأبى الله والمسلمون إلا أبا بكر» (٦٧٦). وفي رواية : «فلا يطمع في هذا الأمر طامع». وفي رواية : قال : «ادعي لي عبد الرحمن بن أبي بكر ، لأكتب لأبي بكر كتابا لا يختلف عليه ، ثم قال : معاذ الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر». وأحاديث تقديمه في الصلاة مشهورة معروفة ، وهو يقول : «مروا أبا بكر فليصلّ بالناس» (٦٧٧). وقد روجع في ذلك مرة بعد مرة ، فصلى بهم مدة مرض النبي صلىاللهعليهوسلم. وفي «الصحيحين» عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «بينا أنا نائم رأيتني على قليب ، عليها دلو ، فنزعت منها ما شاء الله ، ثم أخذها ابن أبي قحافة ، فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين ، وفي نزعه ضعف ، والله يغفر له ، ثم استحالت غربا ، فأخذها ابن الخطاب ، فلم أر عبقريّا من الناس يفري فريّه ، حتى ضرب الناس بعطن» (٦٧٨). وفي «الصحيح» أنه صلىاللهعليهوسلم قال على منبره : «لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، لا يبقينّ في المسجد خوخة إلا سدّت ، إلا خوخة أبي بكر» (٦٧٩). وفي «سنن أبي داود» وغيره ، من حديث الأشعث عن الحسن عن أبي بكرة ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال ذات يوم : «من رأى منكم رؤيا؟ فقال رجل أنا :
__________________
(٦٧٤) صحيح ، وهو مخرج في «ظلال الجنة» (١١٥١).
قال عفيفي : انظر خطبة كتاب «منهاج السنة» لابن تيمية.
(٦٧٥) صحيح ، وهو مخرج في «الصحيحة» (١٢٣٣).
(٦٧٦) صحيح ، وهو مخرج في «الصحيحة» (٦٩٠). ، وأنظر «ظلال الجنة» (١١٥٦).
(٦٧٧) متفق عليه ، وهو مخرج في «الظلال» (١١٦٤ ، ١١٦٧) وانظر (١١٥٩ و ١١٦٠).
(٦٧٨) صحيح ، ورواه ابن أبي عاصم في «السنة» (١٤٥٧).
(٦٧٩) متفق عليه ، ونقدم بنحوه الحديث (رقم ١٣٦).