رأيت ميزانا [أنزل] من السماء ، فوزنت أنت وأبو بكر ، فرجحت أنت بأبي بكر ، ثم وزن عمر وأبو بكر ، فرجح أبو بكر ، ووزن عمر وعثمان ، فرجح عمر ، ثم رفع ، فرأيت الكراهة في وجه النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «خلافة نبوّة ، ثم يؤتي الله الملك من يشاء» (٦٨٠).
فبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أن ولاية هؤلاء خلافة نبوة ، ثم بعد ذلك ملك. وليس فيه ذكر علي رضي الله عنه ، لأنه لم يجتمع الناس في زمانه ، بل كانوا مختلفين ، لم ينتظم فيه خلافة النبوة ولا الملك. وروى أبو داود أيضا عن جابر رضي الله عنه ، أنه كان يحدث ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ونيط عمر بأبي بكر ، ونيط عثمان بعمر» ، قال جابر : فلما قمنا من عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قلنا : أما الرجل الصالح فرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأما المنوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه (٦٨١). وروى أبو داود أيضا عن سمرة بن جندب : أن رجلا قال : يا رسول الله ، رأيت كأنّ دلوا دلي من السماء ، فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها ، فشرب شربا ضعيفا ، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى نضلّع ، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلّع ، ثم جاء علي فأخذ بعراقيها ، فانتشطت منه ، فانتضح عليه منها شيء (٦٨٢). وعن سعيد بن جمهان ، عن سفينة. قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء» (٦٨٣). أو «الملك».
__________________
(٦٨٠) صحيح رواه أبو داود (٤٦٣٤ ، ٤٦٣٥) من طريقين عن أبي بكرة ، واللفظ الذي في الكتاب هو عنده من طريق الأشعث التي ذكرها المؤلف ، لكن ليس فيها قوله في آخره : خلافة .. وهذه الزيادة عنده من الطريق الاخرى ، وفيها علي بن زيد وهو ابن جدعان وفيه ضعف ، لكن يشهد لها حديث سفينته الآتي بعد حديثين. والحديث مخرج في «ظلال الجنة» (١١٣١ ـ ١١٣٣ و ١١٣٥ و ١١٣٦).
(٦٨١) ضعيف ، وبيانه في «ظلال الجنة» (١١٣٤).
(٦٨٢) ضعيف ، فيه عبد الرحمن الجرمي ، فيه جهالة ، ومن طريقه أيضا أخرجه أحمد (٥ / ٢١).
و (العراقي) جمع (عرقوة) وهي أعواد يخالف بينها ثم تشد في عرى الدلو ويعلق بها الحبل.
(٦٨٣) حسن يشهد له ما قبله بحديثين.