المسلمين (٦٩٠). وتقدم قوله صلىاللهعليهوسلم : «اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر» (٦٩١). وفي «صحيح مسلم» ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : وضع عمر على سريره ، فتكنّفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه ، قبل أن يرفع ، وأنا فيهم ، فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي ، فالتفت إليه ، فإذا هو علي ، فترحم على عمر ، وقال : ما خلّفت أحدا أحبّ إليّ أن ألقى الله بمثل عمله منك ، وايم الله ، إن كنت [لأظنّ أن يجعلك الله مع صاحبيك ، وذلك أني كنت] كثيرا ما أسمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : جئت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر ، فإن كنت لأرجو ، أو لأظنّ أن يجعلك الله معهما (٦٩٢). وتقدم حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، في رؤيا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ونزعه من القليب ، ثم نزع أبي بكر ، ثم استحالت الدلو غربا ، فأخذها ابن الخطاب ، فلم أر عبقريّا من الناس ينزع نزع عمر ، حتى ضرب الناس بعطن (٦٩٣). وفي «الصحيحين» ، من حديث سعد بن أبي وقاص : قال : استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وعنده نساء من قريش ، يكملنه ، عالية أصواتهن ـ الحديث ، وفيه ـ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إيه يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده ، ما لقيك الشيطان سالكا فجّا إلّا سلك فجّا غير فجك» (٦٩٤). وفي «الصحيحين» أيضا ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، أنه كان يقول : «قد كان في الأمم قبلكم محدّثون ، فإن يكن في أمتي منهم أحد ، فإن عمر بن الخطاب منهم» (٦٩٥). قال ابن وهب : تفسير «محدّثون» ـ ملهمون.
__________________
(٦٩٠) صحيح ، وتصدير المؤلف اياه ب (روي) المشعر اصطلاحا بالتضعيف ليس بجيد ، فقد أخرجه البخاري وغيره من طرق عن ابن الحنفية ، وهو مخرج في «الظلال» (١٢٠٤ و ١٢٠٦ و ١٢٠٧).
(٦٩١) صحيح ، وقد مضى الحديث (برقم ٦٧٥).
(٦٩٢) صحيح ، ورواه ابن أبي عاصم (١٢١٠).
(٦٩٣) صحيح ، وقد مضى الحديث (برقم ٦٧٨).
(٦٩٤) متفق عليه ، ورواه ابن أبي عاصم (١٢٥٤ و ١٢٦٠).
(٦٩٥) متفق عليه ، ورواه ابن أبي عاصم (١٢٦١ و ١٢٦٢).