لئن أمّرتك لتعدلن؟ ولئن أمرت عثمان لتسمعنّ ولتطيعنّ؟ ثم خلا بالآخر ، فقال له مثل ذلك ، فلما أخذ الميثاق ، قال : ارفع يدك يا عثمان ، فبايعه ، فبايع له عليّ ، وولج أهل الدار فبايعوه» (٧٠١).
وعن حميد بن عبد الرحمن : أن المسور بن محرمة أخبره :
أن [الرهط] الذين ولا هم عمر اجتمعوا فتشاوروا ، قال لهم عبد الرحمن. لست بالذي أنافسكم عن هذا الأمر ، ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم؟ فجعلوا ذلك الى عبد الرحمن ، فلما ولّوا عبد الرحمن أمرهم ، فمال الناس على عبد الرحمن ، حتى ما أرى أحدا من الناس يتبع أولئك الرهط ولا يطأ عقبه ، ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك الليالي ، حتى اذا كانت تلك الليلة [التي] أصبحنا فيها فبايعنا عثمان ، ـ قال المسور بن مخرمة ـ : طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل ، فضرب الباب حتى استيقظت ، فقال : أراك نائما؟! فو الله ما اكتحلت هذه الثلاث بكبير (٧٠٢) نوم ، انطلق فادع لي الزبير وسعدا ، فدعوتهما [له] ، فشاورهما ثم دعائي ، فقال : ادع لي عليّا ، فدعوته ، فناجاه حتى ابهارّ (٧٠٣) الليل ، ثم قام عليّ من عنده وهو على طمع ، (٧٠٤) وقد كان عبد الرحمن يخشى من عليّ شيئا (٧٠٥) ، ثم قال : ادع لي عثمان ، [فدعوته] ، فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح ، فلما صلى للناس الصبح ، واجتمع أولئك الرهط عند المنبر ، فأرسل الى من كان حاضرا من المهاجرين والأنصار ، و [أرسل] الى أمراء الأجناد ، وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر ، فلما اجتمعوا تشهد عبد الرحمن ، ثم قال : أما بعد ، يا عليّ ، إني قد نظرت في أمر الناس ، فلم أرهم يعدلون بعثمان فلا تجعلنّ على نفسك سبيلا ، فقال لعثمان : أبايعك على سنة [الله و] رسوله صلىاللهعليهوسلم والخليفتين من بعده ، فبايعه عبد الرحمن ،
__________________
(٧٠١) صحيح البخاري (٣٧٠٠ ـ فتح ـ السلفية).
(٧٠٢) في البخاري «بكثير».
(٧٠٣) أي انتصف.
(٧٠٤) أي؟؟؟.
(٧٠٥) أي خاف عبد الرحمن «إن بايع لغير علي أن لا يطاوعه». كذا استظهره الحافظ