وبايعه الناس والمهاجرون والأنصار وأمراء الأجناد والمسلمون» (٧٠٦).
ومن فضائل عثمان رضي الله عنه الخاصة : كونه ختن رسول الله صلىاللهعليهوسلم على ابنتيه. وفي «صحيح مسلم» ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم مضطجعا [في بيته] ، كاشفا عن فخذيه أو ساقيه ، فاستأذن أبو بكر ، فأذن له وهو على تلك الحال ، فتحدث ، ثم استأذن عمر ، فأذن له وهو كذلك ، فتحدّث ، ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم وسوّى ثيابه ، فدخل فتحدّث ، فلما خرج قالت عائشة : دخل أبو بكر فلم تهتشّ له ولم تباله ، [ثم دخل عمر فلم تهتش ولم تباله] ، ثم دخل عثمان فجلست وسوّيت ثيابك؟ فقال : «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة» (٧٠٧). وفي «الصحيح» : لما كان يوم بيعة الرضوان ، وأن عثمان رضي الله عنه كان قد بعثه النبي صلىاللهعليهوسلم الى مكة ، وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان الى مكة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم [بيده] اليمنى : «هذه يد عثمان ، فضرب بها على يده ، فقال : هذه لعثمان» (٧٠٨).
قوله : ثم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ش : أي : ونثبت الخلافة بعد عثمان لعلي رضي الله عنهما. لما قتل عثمان وبايع الناس عليّا صار إماما حقّا واجب الطاعة ، وهو الخليفة في زمانه خلافة نبوة ، كما دل عليه حديث سفينة المقدّم ذكره ، أنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء» (٧٠٩).
وكانت خلافة أبي بكر الصديق سنتين وثلاثة أشهر ، وخلافة عمر عشر سنين ونصفا ، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة ، وخلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر ،
__________________
(٧٠٦) صحيح البخاري (٧٢٠٧).
(٧٠٧) صحيح ، وهو مخرج في «الارواء» تحت الحديث (٢٦٩) من طرق عن عائشة رضي الله عنها ، وفي بعضها «كاشفا عن فخذيه» بدون شك. وله شاهدان خرجتهما هناك. أحدهما عن حفصة ، وقد أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (١٢٨٤ و ١٢٨٥) من طريقين عنها.
(٧٠٨) صحيح ، رواه البخاري من حديث ابن عمر.
(٧٠٩) حسن ، وقد تقدم الحديث (برقم ٦٨٣).