وقد اتفق أهل السنة على تعظيم هؤلاء العشرة وتقديمهم ، لما اشتهر من فضائلهم ومناقبهم. ومن أجهل ممن يكره التكلم بلفظ العشرة ، أو فعل شيء يكون عشر!! لكونهم يبغضون خيار الصحابة ، وهم العشرة المشهود لهم بالجنة ، وهم يستثنون منهم عليّا رضي الله عنه! فمن العجب : أنهم يوالون لفظ التسعة! وهم يبغضون التسعة من العشرة! ويبغضون سائر المهاجرين والأنصار ، من السابقين الأولين ، الذين بايعوا رسول الله تحت الشجرة ، وكانوا ألفا وأربعمائة ، وقد رضي الله عنهم. كما قال تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) الفتح : ١٨. وثبت في «صحيح مسلم» ، عن جابر رضي الله عنه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، أنه قال : «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة» (٧٣٠). وفي «صحيح مسلم» أيضا ، عن جابر : أن غلام حاطب بن أبي بلتعة قال يا رسول الله : ليدخلنّ حاطب النار ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كذبت ، [لا يدخلها] ، فإنه شهد بدرا والحديبية» (٧٣١). والرافضة يتبرءون من جمهور هؤلاء ، بل يتبرءون من سائر أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلا من نفر قليل ، نحو بضعة عشر نفرا!! ومعلوم أنه لو فرض في العالم عشرة من أكفر الناس ، لم يهجر هذا الاسم لذلك ، كما أنه سبحانه لما قال : (وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) النمل : ٤٨ ـ لم يجب هجر اسم التسعة مطلقا. بل اسم العشرة قد مدح الله مسماه في مواضع من القرآن : (تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) البقرة : ١٩٦. (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ) الاعراف : ١٤٢. (وَالْفَجْرِ. وَلَيالٍ عَشْرٍ) الفجر : ١ ـ ٢. وكان صلىاللهعليهوسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان (٧٣٢) ، وقال في ليلة القدر : «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان» (٧٣٣). وقال : «ما من أيام العمل
__________________
(٧٣٠) صحيح ، ورواه ابن أبي عاصم (٨٦٠ و ٨٦١) أيضا ، وهو مخرج في «الصحيحة» (٢١٦٠).
(٧٣١) صحيح.
(٧٣٢) متفق عليه من حديث ابن عمر.
(٧٣٣) البخاري من حديث ابن عباس ، وصححه الترمذي
.