بسم الله الرّحمن الرّحيم
ان الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد فهذا شرح عقيدة الامام أبي جعفر الطحاوي ، نقدمه في طبعة جديدة الى الراغبين في الوقوف على عقيدة السلف الصالح ، والتوحيد الخالص ، الذي بعث الله تعالى به أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام. ونستطيع أن نقول : إن هذا الكتاب القيم يقلّ نظيره في التحقيق والبيان ، والعمق والاحاطة ، والتزام منهج الحق الذي كان عليه السلف الصالح.
لذلك لاقت هذه العقيدة مدح عدد كبير جدا من العلماء (١) وشرحها عدد كبير منهم أيضا ، وكان أحسن شروحها المعروفة هذا الشرح ، وهو يمثل عقيدة السلف أحسن تمثيل. والمؤلف يكثر من النقل عن كتب شيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم من غير احالة عليها. ولعل له عذرا في ذلك (٢) ، وهو : أن عقيدة السلف كانت تحارب من المتعصبين والحشويين وعلماء السوء الذين كان لهم تأثير كبير على
__________________
(١) ومما يدلك على ذلك كلمة العلامة الشيخ عبد الوهاب السبكي في كتابه «معيد النعم ومبيد النقم» التي نقلنا ملخصها على غلاف الكتاب وهي : «وهذه المذاهب الأربعة ـ ولله تعالى الحمد ـ في العقائد واحدة ، إلا من لحق منها بأهل الاعتزال والتجسيم ، وإلا فجمهورها على الحق يقرون عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها العلماء سلفا وخلفا بالقبول».
(٢) قلت هذا منذ ثلاثين سنة ، ثم تيقنت ذلك بعد معرفة صاحب الشرح وهو العلامة ابن أبي العز الحنفي ، والتأكد من شرحه لها ، وما لاقى في سبيل عقيدته من ظلم أهل الابتداع والضلال.