مسلّم ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : حفظت من رسول الله صلىاللهعليهوسلم حديثا لم أنسه بعد ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى ، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريبا» (٧٦٦). أي أول الآيات التي ليست مألوفة ، وإن كان الدجال ونزول عيسى عليهالسلام من السماء قبل ذلك ، وكذلك خروج يأجوج ومأجوج ، كل ذلك أمور مألوفة ، لأنهم بشر ، مشاهدة مثلهم مألوفة ، وأما خروج الدابة بشكل غريب غير مألوف ، ثم مخاطبتها الناس ووسمها إياهم بالإيمان أو الكفر فأمر خارج عن مجاري العادات. وذلك أول الآيات الأرضية ، كما أن طلوع الشمس من مغربها ، على خلاف عادتها المألوفة ـ أول الآيات السماوية. وقد أفرد الناس [في] أحاديث أشراط الساعة مصنفات مشهورة ، يضيق على بسطها هذا المختصر.
قوله : (ولا نصدق كاهنا ولا عرّافا ، ولا من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة وإجماع الأمة).
ش : روى مسلم والإمام أحمد عن صفية بنت أبي عبيد ، عن بعض أزواج النبي صلىاللهعليهوسلم ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال : «من أتى عرّافا فسأله عن شيء ، لم يقبل له صلاة أربعين ليلة» (٧٦٧). وروى الامام أحمد في «مسنده» ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من أتى عرّافا أو كاهنا ، فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد» (٧٦٨). والمنجم يدخل في اسم «العراف» عند بعض العلماء ، وعند بعضهم هو في معناه. فإذا كانت هذه حال السائل ، فكيف بالمسئول؟ وفي «الصحيحين» و «مسند الامام أحمد» ، عن عائشة ، قالت : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الكهان؟ فقال : «ليسوا بشيء» ، فقالوا : يا رسول الله ، إنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقّا؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «تلك الكلمة من الحق يخطفها
__________________
(٧٦٦) صحيح مسلّم (٨ / ٢٠٢).
(٧٦٧) صحيح ، وهو مخرج في «غاية المرام» (٢٨٤).
(٧٦٨) صحيح ، وهو مخرج في «آداب الزفاف» ص ٣١ (الطبعة ٣) ، و «غاية المرام» (٢٨٥)
.