روى ريا (٧٨٢) متحيلا ، أو مجنونا معذورا! فكيف يفضّل على من هو من أولياء الله ، المتبعين لرسوله؟! أو يساوى به؟! ولا يقال : يمكن أن يكون هذا متبعا في الباطن وإن كان تاركا للاتباع في الظاهر؟ فإن هذا خطأ أيضا ، بل الواجب متابعة الرسول صلىاللهعليهوسلم ظاهرا وباطنا. قال يونس (٧٨٣) بن عبد الأعلى الصّدفي : قلت للشافعي : إن صاحبنا الليث كان يقول : إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء فلا تغتروا (٧٨٤) به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة؟ فقال الشافعي : قصّر الليث رحمهالله ، بل إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ، ويطير في الهواء ، فلا تغتروا (٧٨٤١) به حتى تعرضوا أمره على الكتاب.
وأما ما يقوله بعض الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «اطّلعت على أهل الجنة فرأيت أكثر أهلها البله» (٧٨٥) فهذا لا يصح عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولا ينبغي
__________________
(٧٨٢) قال الشيخ أحمد شاكر : هذه لفظة مولدة. وفي «شرح القاموس» ٣ : ٢٤٠. الزواكرة : من يتلبس فيظهر النسك والعبادة ، ويبطن الفسق والفساد». نقله المقري في «نفح الطيب».
(٧٨٣) في الأصل : ويس ، وفي المطبوعة : موسى ، والصواب ما أثبتناه لما في تفسير ابن كثير ج ١ ص ٧٨.
(٧٨٤) في الأصل : تعتبروا ، وما أثبتناه أصح وأقوم وموافق لما في ابن كثير
(٧٨٥) ضعيف ، رواه أبو بكر الكلاباذي في «مفتاح المعاني» (ق ٢٧٥ / ١) وابن عساكر (١٢ / ٣٤٥ / ٢) ، وقال : «قال ابن شاهين تفرد به مصعب بن ماهان» قلت : وهو صدوق كثير الخطأ ، كما في «التقريب» قلت : لكن في الطريق إليه احمد بن عيسى الخشاب ، قال ابن عدي : له مناكير ، ثم ساق له هذا الحديث وقال : فهذا باطل بهذا السند» ، ثم رواه ابن عدي (ق ١٦٦ / ٢) وغيره من حديث أنس بن مالك مرفوعا : «أكثر أهل الجنة البله» وقال : «منكر بهذا الاسناد ، لم يروه غير سلامة بن روح». قلت : وهو ضعيف لسوء حفظه. وتابعه سفيان ابن عيينة عند أبي موسى المديني في «اللطائف» (ق ٧٥ / ١) ولكنه قال : «حديث غريب جدا من حديث ابن عيينة عن الزهري ، وانما يعرف هذا من رواية سلامة بن روح».
وروي مرسلا من وجهين : الأول عن محمد بن المنكدر ، فقال المعافى بن عمران في «الزهد» (ق ٢٤٩ / ١) : حدثنا محمد بن أبي حميد المدني عن محمد بن المنكدر مرفوعا به : والمدني هذا ضعيف كما في «التقريب». والاخر عن عمر بن عبد العزيز مرسلا مرفوعا به ـ