عليكم حقّا ، وإن لأعينكم حقّا ، صوموا وأفطروا ، وصلوا وناموا ، فليس منا من ترك سنتنا» فقالوا : اللهم سلّمنا واتبعنا ما أنزلت (٨٠٦).
وقوله : وبين التشبيه والتعطيل ـ تقدم أن الله سبحانه وتعالى يحب أن يوصف بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسوله ، من غير تشبيه ، فلا يقال : سمع كسمعنا ، ولا بصر كبصرنا ، ونحوه ، ومن غير تعطيل ، فلا ينفي عنه ما وصف به نفسه ، أو وصفه به أعرف الناس (٨٠٧) به : رسوله صلىاللهعليهوسلم ، فإن ذلك تعطيل ، وقد تقدم الكلام في هذا المعنى. ونظير هذا القول قوله : ومن لم يتوقّ النفي والتشبيه ، زل ولم يصب التنزيه. وهذا المعنى مستفاد من قوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى : ١١. فقوله : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) الشورى : ١١ ـ رد على المشبهة ، وقوله : (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الشورى : ١١ ـ رد على المعطلة. وقوله : وبين الجبر والقدر ـ تقدم الكلام أيضا على هذا المعنى ، وأن العبد غير مجبور على أفعاله وأقواله ، وأنها [ليست] بمنزلة حركات المرتعش وحركات الأشجار بالرياح وغيرها ، وليست مخلوقة للعباد ، بل هي فعل العبد وكسبه وخلق الله تعالى.
وقوله : وبين الأمن والإياس ـ تقدم الكلام أيضا على هذا المعنى ، وأنه يحب أن يكون العبد خائفا من عذاب ربه ، راجيا رحمته ، وأن الخوف والرجاء بمنزلة الجناحين للعبد ، في سيره الى الله تعالى والدار الآخرة.
قوله : (فهذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا ، ونحن براء الى الله تعالى من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه ، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الايمان ، ويختم لنا به ويعصمنا من الأهواء المختلفة ، والآراء المتفرقة ، والمذاهب الردّية ، مثل المشبهة ، والمعتزلة ، والجهمية ، والجبرية ، والقدرية ، وغيرهم ، من الذين خالفوا السنة والجماعة ، وحالفوا الضلالة ، ونحن منهم براء وهم عندنا ضلال وأردياء. وبالله العصمة والتوفيق).
__________________
(٨٠٦) ضعيف بهذا السياق ، وهو مرسل.
(٨٠٧) في الاصل : الخلق.