وأن هذه الاصنام بعينها صارت الى قبائل العرب ، ذكرها ابن عباس رضي الله عنهما ، قبيلة قبيلة (١٧) وقد ثبت في «صحيح مسلم» عن أبي الهيّاج الاسدي ، قال : قال لي عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ «أمرني أن لا أدع قبرا مشرفا إلا سويته ، ولا تمثالا إلا طمسته» (١٨) وفي «الصحيحين» عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال في مرض موته : «لعن الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (١٩) يحذّر ما فعلوا ، قالت عائشة رضي الله عنها : ولو لا ذلك لا برز قبره ، ولكن كره أن يتخذ مسجدا ، وفي «الصحيحين» أنه ذكر في مرض موته كنيسة بأرض الحبشة ، وذكر من حسنها وتصاوير فيها ، فقال : «إن اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ، وصوّرا فيه تلك التصاوير ، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة» (٢٠). وفي «صحيح مسلم» عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال قبل أن يموت بخمس : «ان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، فاني أنهاكم عن ذلك» (٢١).
ومن أسباب الشرك عبادة الكواكب واتخاذ الاصنام بحسب ما يظن أنه مناسب للكواكب [من] طباعها.
وشرك قوم ابراهيم عليهالسلام كان ـ فيما يقال ـ من هذا الباب. وكذلك الشرك بالملائكة والجن واتخاذ الاصنام لهم.
وهؤلاء كانوا مقرين بالصانع ، وأنه ليس للعالم صانعان ، ولكن اتخذوا هؤلاء
__________________
(١٧) صحيح وهو موقوف في حكم المرفوع.
(١٨) صحيح أخرجه مسلم وأحمد وغيرهما وله طرق ذكرتها في «ارواء الغليل» ، و «أحكام الجنائز» (ص ٢٠٧).
(١٩) صحيح وهو من حديث عائشة وأبي هريرة ، وله شواهد كثيرة. خرجتها في «تحذير الساجد» وفي «احكام الجنائز» (ص ٢١٦).
(٢٠) صحيح وهو من حديث عائشة ، خرجته في المصدر المذكور (ص ٢١٨).
(٢١) صحيح ، ورواه أبو عوانة في «صحيحه» أيضا ، وغيره ، وهو مخرج فيه أيضا (ص ٢١٧).